الثورة والثورة المضادة

2014/12/07 الساعة 09:19 مساءً


لكل ثورة شعبية تنطلق تواكبها ثورة مضادة من أولئك المستفيدون من وضع ما قبل الثورة ويحاولون الانقلاب عليها أو عكسها بالكامل أو جزئيا عن أهدافها و إعاقتها و يكون من شأنها إذا نجحت إبطال ما أحدثته الثورة الأولى من أعمال. ترتبط بمصالح الأفراد والحركات التي تحاول إستعادة الأوضاع أو المبادئ التي سادت في فترة "ما قبل الثورة الشعبية تتربص الأخطاء والهفوات وتستغلها وتبحث عن نقاط الضعف والخلاف وتغذيها وتخلق تحالفات مشبوهة مع كيانات ثورية أو تمتطي الثورة ذاتها وترفع شعاراتها بهدف ضرب الثورة من داخلها وهذا ما حدث ويحدث اليوم على ساحة الوطن ونبهنا منه في اللحظات الأولى من التأمر لكن رفاقنا الثوريين المندفعين والمستعجلين لم يعوا ما كنا نطرحه ولم يؤخذ من مخاوفنا بل تهوروا و وجدوا ذاتهم أدوات هدم بأيدي الثورة المضادة وهم اليوم في وضع لا يحسد عليه .
الكثير ينظر للأمور بسطحية وبساطة شديدة وجد تصريحات وكلام معسول يدغدغ مشاعر البسطاء ويمس معاناتهم من شباب لهم مواقف مشرفة في ما مضى وبمستوى ثقافي وفكري يحترم لكنهم لا يمثلون عامة الحركة بل هم جزء طموح غير مؤثر في صنع القرار داخل الحركة واستغل كغيرهم للترويج الإعلامي وخداع الشعب بحقيقة الحركة الحوثية اليوم انكشفت على الأرض وصارت مشكلة عصيبة تواجه الوطن وموقف محرج لمن دعمها وساندها بنوايا طيبة .
كلما مر يوما ويحدث تصرف مخزي للحركة ومناصريها نكتشف ان الحركة مسلوبة وتدار من أطراف عدة بل هناك من ارتدى ثوب الحركة ويمارس مخططات لتنفيذ أهداف ضرب مصالح الجماهير الثورية وإعاقة طموحات وأمال الناس في الغد المشرق بعض الممارسات تشبه لحد بعيد جدا خصوم الحركة نفسها أو من أعلنت عن محاربتهم وهم دواعش اليمن وما يحدث داخل الجامعة لدليل يبرهن ان الحركة تمارس الإرهاب الفكري والثقافي والنفسي والجسدي اليوم الحركة تقوض الدولة وتقتل روحها في الوسط الاجتماعي بل تقضي على القانون والنظام وترسي نظامها وقانونها وعرفها المتخلف اليوم الحركة تنفذ أجندات الثورة المضادة وتحمي الفاسدين الكبار وتعيق بناء الدولة المدنية دولة الحق والنظام والقانون والعدل والحرية والمساواة اليوم الانتهاكات تفوقت حجما ونوعا والحرية انتكست والكلمة صارت محاصرة ويعاقب عليها خارج إطار القانون اليوم مطلوب منا الطاعة للسيد وعلينا أن نعرف وجه السيد وعصاه الغليظة التي ستنقلب علية لا محالة لان الزمن لم يعد زمن الصميل ولا السلاح بل زمن الحرية والعدالة والمساواة والقانون والنظام عسى ان يتعظوا من عنجهية ماضيهم وماضي حلفائهم .
اليوم أمامنا التزامات من تعهدات ومبادرات تعاق لكنها لازالت التزامات للجميع مهما كان حجم قوتها العسكرية والقبلية منها مخرجات الحوار التي تعتبر برنامج عمل يلزم الجميع ليؤسس للدولة المنشودة طموح الجميع ومستعدين بكل أطيافهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية أن يدافعون عن هذا الطموح بكل ما توفر لديهم من وسائل والسلمية هي الأقوى والأشد فتكا بالعنف والمليشيات .
المتابع للمشهد يلاحظ أن العنف يخسر كثيرا على الأرض وان المليشيات لم تعد قادرة على التحكم بالوضع وبسلوكها وتلك دلالات الفشل والسقوط الأخلاقي أمام شعاراتهم وما كان يطرح أي أنهم وجدوا ذاتهم اصغر بكثير من حجم المهمة والمسئولية التي تتطلب تكاثف الجهود ولم الصف الوطني للسير بالثورة لمواجهة كل التحديات الممكنة وعلى رأسها الثورة المضادة التي تعمل بكل ما لديها لضرب مشروع ثورة الشباب الشعبية ورموزها وما تمخض من نتائج عنها كمخرجات الحوار الوطني .
نحن لسنا ضد تكميم الأفواه لكن قنواتهم للأسف لازالت تذر السموم والغشاوة على أفكار وعيون المشاهدين تضرب مشروع الدولة في الصميم تعيق عمل الحكومة في الأيام الأولى لها لازالت تمس أشخاصها وأفرادها وتحرض ضدهم انه عمل أعلامي خطير تمار حملات الشحن لا تتوقف في ظل اعنف أزمة سياسية تشهدها اليمن شحن ضد الثورة واستهداف رموزها التي لازالت تحاول القوى المضادة لها الانقلاب عليها بمسميات عدة بهدف واحد هو إعادة برمجة العقول بما يحقق أهدافها السياسية. الخبراء يؤكدون أن التلاعب بالعقول هو المتهم الأول في كل أعمال العنف والقتل والتدمير التي تشهدها البلاد. وتدعمها قنوات فضائية لخدمة أسيادهم ورموزهم الفاسدة والناهبة للثروة وتروج للاستبداد وتضرب مصالح الوطن والأمة في الصميم أنها تشتم وتعزر بالرئيس وماذا بعد ذلك هل هم شركاء حقيقيين في بناء الوطن أم فرقا وأعداء لهذا الوطن والأمة .
الموقف الوطني يجب ان يسود وعلى الجماهير ان تعي مصالحها وتدافع عن طموحها ومستقبلها ولن تنطلي عليها أكاذيبكم فتاريخكم القريب لازالت جروحه تندمل ويعالجها اليوم الشرفاء هل تخجلون وتتواروا فترة لتتركون للشرفاء والوطنيين في هذه الأرض استعادة وطن وبنا مستقبلا مشرق انتم ستكوننا جزء منه فلا تعيقوا مستقبلنا لأجل صنمكم الهرم المتعفن الذي هو رأس وصانع ومدبر ماضينا بكل مساوئه
احمد ناصر حميدان