تركونا نبني وطن

2014/12/17 الساعة 03:23 صباحاً

كلما اشتدت المعاناة والآلام وازدادت الحياة صعوبة وتعاسة وهنا يبرز معدنك الأصلي وتختبر قدراتك على التحمل وتجاوز الصعاب والمنعطفات ما هو أهم أن لا تستسلم لأنهم يخلقون لك تلك الظروف لتركع ورأسمالهم في البقاء هو الخوف فكلما جعلوك تشعر بالخوف والحاجة لهم كلما كنت مطيعا مستسلما خانعا وهذا ما يريدونه إذا كنت ضعيفا يدفعونك لتكفر بهويتك ووطنك وجذورك وهنا تكون قد وصلت لمبتغاهم وما يريدونه.

اليوم نحن في أشد الظروف ضراوة ومعاناة والملعب مهيأ للعبث لمن يريد أن يعبث بغياب الدولة وأذرعها الأمنية فتعطلت القوانين والأنظمة وتحولت البلد فريسة سهلة للعابثين والمليشيا والطامعين وكل يرى ذاته الصالح والمدافع عن النظام والقانون ويحارب الفساد والفاسدين والإرهاب والإرهابيين وتلك هي الصورة المزورة للحقيقة المرعبة هي اغتيال آمالنا وطموحاتنا بإعاقة الدولة الضامنة لها.

أنا لم أعد أحتمل المزيد من التجاهل والاستهتار لنا كشعب له حضارة وتاريخ وعراقة يفتخر بنا عربيا وإسلاميا ونحن نهان ونداس من صراصير السياسة من بشر تاريخهم دموي وذمتهم مطعونة لصوص للثروة فاقدي الذمة هذه صفاتهم مدونة في كل صفحات تاريخنا المعاصر ولازالت لعنات الثكلى والمظلومين تلاحقهم ودماء الشهداء عار بجبينهم إنهم جميعا من نفس الوعاء القذر من هو الزعيم والجنرال ومشايخ السوء وأولادهم وكل الفاسدين في حضن سلطة الفساد فيما مضى ممن صرفت لهم صكوك المشيخة ليدوسوا على رقاب البشر كلهم مجرد لصوص نريد نظاما وشفافية لفتح ملفاتهم ستنكشف مسروقاتهم وما يملكونه هو ملكنا وحقنا وثروتنا ومن يساندهم هم عصابة تبحث عن فتات ذلك المال ينقصهم الشرف والكرامة والعزة والوطنية وإلا لما ساندوا مشبوهين مدانين ليس أمام قضاء مصادر مسلوب الاستقلالية لكنهم أمام ضمير أمه وشعب مجروح منتهك منهوب.

لاستمرار حكمهم على هذه الأرض الطاهرة التي دنسوها وشوهوا تاريخها وحضارتها ويتكالبون ليعيقوا حاضرها ومستقبلها يدفعون بابنهم المعاق من نفس وعائهم وهم من خلفه ابنهم الذي يتهيأ أننا تركته من والده وجده الذي طردناه في ثورتنا المباركة سبتمبر يدفعون به وهم من خلفه يتسترون كاللصوص والمجرمين ليحميهم من الدولة العادلة التي ستحاسبهم وتقاضيهم وتكشف خباياهم وجرائمهم وهذا مصدر خوفهم ورعبهم من الدولة الضامنة للحريات والعدالة.

يلعبون على سياسة عندما تريد أن تتوه الناس وتبعدهم عن مشروع معين افتح لهم قضايا ثانوية وهامشية اشغلهم عن قضيتهم الأساسية يحاولون مرارا وتكرارا وينفذون ذلك ليبعدونا عن مشروعنا بناء الدولة بخلق هوامش لا لها معنى أو هي نتاج غياب الدولة وعندما توجد الدولة ستتلاشى وتنتهي إذا علينا التركيز في بناء الدولة وأن نترك الهوامش الجانبية الدولة التي ستبنى كفيلة بالقضاء عليها.

أمنيتهم تفجير حروب طاحنة لتنهي ما تبقى من وطن تركوه لنا لينجو بفعلتهم, لكن هناك شعب وعى مصيره ومستقبله وخلال 33عاما عرفهم جيدا ودرسهم بعمق يتجنب هذه الحروب ويرفض الخوض بها وعندما يفكر بالعنف ستكونون أول ضحاياه.. مبرراتهم الإرهاب وهم أساسه والفساد وهم منتجوه وزعماؤه, لكن أملنا الوحيد في الشرفاء من رجالات القوات المسلحة والأمن من لازال الوطن فيهم يحاكيهم ويستنجد بهم لإنقاذه من براثن الاستبداد والتخلف والفساد ومعهم وإلى جانبهم الجماهير المغلوبة الصابرة الطموحة الشغوفة للأمل المنشود للدولة المدنية دولة الحق والعدالة والمساواة والحرية التي ستكون واقعا رغم أنف المتآمرين منتجي الدسائس والمؤامرات والإعاقات