عام جديد بحلة قديمة

2015/01/01 الساعة 12:26 صباحاً

ها نحن نقترب من طوي عام 2014م بصفحاته وماسيه وانجازاته وإخفاقاته معلناً رحيله بلا عوده ، فهل يخبرنا فعلا بأن ما طواه من سجلات وإنجازاتنا وإخفاقاتنا وصراعات ومناكفات وما إلى ذلك مما قيّد علينا في تلك الأيام الماضية بحلاوتها ومرارتها وتعاستها وآلامها لن تتكرر تلك الماسي والتعاسة ولت ولن تورق حياتنا نأمل ان يستوعب الجميع بما فيهم القوى السياسية خطورة لعبها و خطورة العنف بكل أشكاله وعقل الجهلة واستفاق النيام وصراخ الصامتون وتكلم الحق وزهق الباطل ام سيأتي عام جديد بحلة قديمة ما دام زعامات الماضي لازالت تحوم حول مستقبلنا مازال الزعيم يتزعم والسيد يخطب ويتوعد والشيخ يفتي ويجند ونحن نبكي ونلطم خدودنا ندما وبؤس وخيبة أمل .
عام 2015م عاما يطل علينا هل سيكون عام الحلم الذي يعيش فينا عام خالي من الحروب والصراعات وكل أشكال الظلم والفقر وعام تسوده العدالة والإنسانية عام التوافق والاتفاق على وطن يستوعب الجميع عام فيه شرف الكلمة والعهد ومن يوقع يلتزم ولا يتملص او يخلق مبررات ويبحث عن مسببات او طرف أخر من خلاله ينقلب على تعهداته لقد عايشناكم وذقنا مررت خبثكم وتأمركم وتحايلكم هل ستتغيرون في هذا العام لننطلق نحو بناء وطن وإنقاذ أمه من مصير مجهول ومستقبل مشئوم .
تفاءلنا في التغيير المنشود دفعنا خلال ثلاث سنوات ان نقف مع الأخ الرئيس التوافقي واعتبرناه رمز لعملية التغيير وكان تفاءلنا يهبط يوما بعد يوم لم نجد ما يبشر بالخير قرارات لا تلبي طموحاتنا وأمالنا كلا يجذب من طرفه حتى فقدنا الثقة بالكل وأخرها قرارات رئاسية صدمنا بها أعادت أنتاج أدوات نظام ثرنا عليه واليوم هي قطب من صراع داخل هذا النظام إعادة إنتاج الفساد وأدواته قرارات لم نستشعر منها رائحة التغيير ولا الشراكة ولا الكفاءة بل هي تقاسم قوى تتصارع فوق رؤوسنا وترقص على أشلائنا وتبكي فوق جثثنا وتدمر حاضرنا وتعيق مستقبلنا لقد استثنيت قوى التغيير قوى الحداثة رموز الشرف والنزاهة لازالوا مغيبين محاربين مرفوضين تأكد لنا بعدنا عن التغيير وفي عدن سعدنا بتعيين ابن عدن جمال صديق و وابن المناضل الكبير من ثوار جبهة التحرير ضد الاستعمار البريطاني محمود محمد صديق الذي قضى نصف عمرة نازحا عن وطن ساهم في تحريره أنها مأساة مناضل جسور صمد وتحمل وعانى ومات وهو لم يلقى كلمة حق فيه او تعويض او تكريم عاش مناضلا عزيز ومات شامخا معتز بذاته وما تعيين ابنه البار جمال تكريما كحد أدنى له ولأسرته منذ عودتهم لأرض الوطن وهم مهملون محرمون من ابسط حقوق المواطنة رغم انه يملك الخبرة والمؤهل بحكم إدارته لشركات تجارية كانت ناجحة وهو في مستوى المسئولية هو ابن عدن الأصيل وخادما لعدن بإذن الله كما عرفناه .
عاما جديد نستقبله بحلة قديمة وأدوات الماضي التي دمرت عدن وساهمة في نهب وتدمير مؤسساتها منذ حرب 1994م كيف سيكون عامنا القادم عام 2015م أين الشباب أين الثوار أين ثورة فبراير وثورة الجنوب ومطالب الجنوبيين أين حقوق المظلومين والمضطهدين أين التغيير من كل ما يحدث .
ومن أنجع العلاجات لرأب الصدع هو ان تمحوا الآثار التي سببت هذا الصدع بتجنب إثارة قضايا كانت السبب فيما حدث ليصحح صورة الوطن و وحدته الوطنية لشعب في الشطرين ويعيد لها رونقها لتكون جاذبه للكل في بوتقة العدل والمساواة كهدف سامي ونبيل يجمع لا يفرق واهم هذه الآثار هو تجنب مشاركة أي شخصيات كانت أدوات الهدم لحياتهم في الماضي كل ما كان له أثره السلبي عليهم يزيد الوضع تأزما فلا يعقل ان يكون كل من ساهم في تدمير حياتهم مصدر أقناع لهم في أصلاح المستقبل للأسف ان التعيينات التي تعيد رموز الماضي هي شخصيات طاردة للأخر وليست جاذبه بحكم ماضيها الأسود في صف النظام البائد ولهذا على الرئيس والقيادة ان تستوعب هموم الناس وقضاياهم تجنب أثارتها بل تعمل بقدر المستطاع إلى محوا أثارها و تداعياتها وتجنب استخدام نفس أدوات الهدم للإصلاح او كل من يثير حساسية لدى الأخر ويذكره بالماضي القريب وماسية والأمة .
عليكم ان تحسنوا الاختيار في قراراتكم فالوطن غني بالوطنيين الشرفاء ولا تحتكر الوطنية لنفس رموز ألامس بل لكل مرحلة رجالها وأدواتها أذا أردتم أصلاح الحال ومحوا أثار الماضي وأرضا المظلومين لتستعيد الأنفس ثقتهم ببعض لسير معا نحوا بنا الدولة المدنية الاتحادية دولة النظام والقانون أم العناد والتكبر والفرض وتكميم الأفواه ومصادرة الرأي وحسم الأمور بالقوة لا تنتج حلا بل تزيد الأوضاع تدهورا وتنمي الصراع وتغذي الأزمات ولنا في ماضينا القريب دروسا وعبر هل نأخذها بعين الاعتبار لنخلق وطن نعيش ونتعايش فيه بكل حب وسلام و وئام وطن يحتوي الجميع بكل أطيافهم ورؤاهم السياسية وطوائفهم ألاجتماعيه وعام ميلاد جديد بحلة جديدة ورموز قادرة على تجاوز الماضي وماسية وفقكم الله لما فيه خير الوطن والأمة