ستعرف حجم الكارثة التي أصابت عدن عندما تقارنها بصنعاء منذ الستينات أو حتى التسعينات من القرن الماضي ولا استغراب من تشدق السابقين بانجازاتهم وعلينا ان لا ننكرها فقد تطورت صنعاء بنقلة شكلية من مباني وشوارع وجسور وأنفاق لكن ظلت عدن محرومة كثيرا من مشاريع حيوية بغير ما تيسر من مشاريع البنك الدولي والدول الداعمة من رصف شوارع وترميم بعض المدارس وبناء مدارس جديدة وكثيرا من مشاريع الدولة فهي متعثرة او بمواصفات رديئة أضرارها أكثر من فائدتها .
زارني الفنان والمخرج المسرحي المبدع قاسم عمر في بيتي وأول ما قابلته تكلم بحرقة شديدة لماذا أنت ساكت عن شارعكم هذا تجاوزته بشده وكانت سيارتي تتأرجح واشعر بصوت الحجارة وهي ترتطم بالسيارة وكأنني ازور قريتي في مودية ولست في قلب بندر عدن وهذه ليست المرة الأولى الذي يزورني فيها والطريق في حالته المزرية واستمر بالقول أذا كنت أنا أزورك من حين لأخر كيف أنت وجيرانك تقطعون هذا الطريق يوميا بسيارتكم التي ستدمر لا محالة وفعلا نحن نعاني الكثير من الإصلاحات المستمرة لسيارتنا من بعد هذا الطريق التي قصته صارت لغز بيد المجلس المحلي بالمنصورة والمقاول البدوي عطية .
طريق كان سابر وفي حاله مقبولة لكنهم قالوا سنحسن من جمال عدن وتم قشط الإسفلت وردم الشارع بالحجارة { جعم } وحصل اللغز وتوقف المقاول وبعض أجزء من الشارع غير مستوية وكلها تعرجات وحجارة مرمية بل البعض أغلقت أبواب مساكنهم ولا يستطيعون إدخال سيارتهم للحوش والى هذا اليوم أكثر من سنه ونصف والمشروع متعثر كتبت ثلاث مقالات وحضر بعض الزملاء واعدو تحقيقين صحفيين في الأيام وأخبار اليوم ولا حياة لمن تنادي ولا هم لهم بحالنا ومعاناتنا من هذا المشروع ومن تلك المعاناة استنتجت ان المجالس المحلية ظاهرة دعائية وصوتيه أكثر من عملية فعاله لأنها لا تتفاعل مع ما يطرح ويكتب في الصحف عن معانات المواطن والساكنين وقد تكون تلك الظاهرة استثنائية لمديرية المنصورة المهم لا استجابة ولا اهتمام ولا حتى ردود مقنعه ومحاولة امتصاص غضب الناس يعني المطلوب منا ان نحتج بصورة مزعجة كما يحدث في بعض المناطق هناء سيلتفتون لقضيتنا لكن بعد ان يسقط جرحى وتسفك دماء وهذا ما نرفضه ونعمل باستمرار على تهدئة الشباب وأصحاب السيارات التي معاناتهم لا تطاق من هذا الطريق والأطفال الذين يستخدمون الطريق للعب بعد ان حرموا من المتنفسات خاصة في ريمي وصارت الشوارع مكدسة بالقمامات ومن الصعوبة تنظيفها بصورتها الحالية .
أجدها فرصة بتواجد الحكومة والأخ رئيس الوزراء الذي زار الشارع عند زيارته احد أقاربه واعتقد انه لاحظها ومن هنا نوجه له و لوزير الأشغال والطرق وهم من أبناء هذه المدينة الموجوعة نداء إنقاذنا من هذا الوضع المزري الذي نعانيه في قلب العاصمة عدن في حي حيوي هام هو حي ريمي المنصورة بلوك 60 و 61 مشروع سفلتت الشارع تعثر منذ سنه ونصف في لغز لا يعلمه غير المعنيين في المجلس المحلي ونشك أنه خلاف على صفقة فساد حسب ما يتداول لدى العامة والله اعلم والجهات المعنية بالمحاسبة هي القادرة على التحقيق في ذلك وانتم المسئولين عن ذلك فهل تنظرون لعدن بنظرة خير وإصلاح وعمل جاد ونتلمس منكم شي في ذلك ام كأسلافكم تصورتم واجتمعتم وصفق لكم وكنت برمجنده إعلامية ستنتهي وتتلاشى بمجرد عودتكم لصنعاء وستظل عدن هي تلك المدينة التي تعاني وجروحها تنزف وتتعفن يوما بعد يوم وأتمنى ان أكون غلطان ومتحامل نتيجة معانات وألم وبؤس يومي يراودني في الدخول والخروج من مسكني في قلب عدن الحبيبة وقد كان لهذا التعثر ضحايا هناك من أصيب بكسر وأخر بكعض في أرجلهم والقادم قادم والله المستعان .
احمد ناصر حميدان