المنصورة مدينة تتلوث

2015/01/07 الساعة 02:16 مساءً

معظم دول العالم ترفع شعار الواقية خير من العلاج وهي استراتجيه فاعلة في تجنب انتشار عدوا لكثير من الأمراض التي تتحول إلى أوبئة وتكلف الوطن والأفراد أموال طائلة في العلاج ومحاربة هذه الأوبئة واهم وسائل الوقاية هي النظافة والنظافة من الإيمان وعندما يضعف الإيمان فينا تتحول شوارع وأزقة المدن الى مرتع للقاذورات والحيوانات المريضة والجرذان والحشرات وكل هذه هي الناقلة للإمراض والأوبئة للإنسان وأهمها البعوض .
عرفت عدن بنظافتها واهتمام قاطنيها بنظافة منازلهم وشوارعهم وحواريهم كجزء من صفاتها وسواحلها الذهبية، وسماءها الفضية، و الناس فيها سواسية لا شيخ إلا رعية وسكانها وجوههم رضية، وقلوبهم نقية، ومشاعرهم حية ولهم عقول ذكية هذه الصفات لا يمكن أبدا أن تقبل القذارة وكما تعودنا سابقا في حي المنصورة الذي يعتبر من الأحياء الراقية في عدن ورغم انه إنشاء في 1962م لكنه تجدد وتوسع في التسعينات من هذا القرن ولازال يتوسع فقد كان هذا الحي نموذج يحتدا به بالنظافة تمر سيارات النظافة في وقتها المحدد لكل شارع وهي تعلن وجودها بصوت بوقها المميز للجميع وكلا يضع كيس القمامة وهو مغطى جيدا أمام الباب ويمر عمال النظافة يجمعون هذه الأكياس في سيارة مخصصة لجمع النفايات هذا سلوك حضاري وراقي نفتقد له اليوم كثيرا في بعض أحياء المنصورة والبعض تتفاوت مستوى الالتزام بمرور سيارة النظافة حتى صار لبعض الأحياء يوم او يومان في الأسبوع كما هو في ريمي حينا التي طرقاته ازعجتهم من تعثر مشروع أعادة تأهيل الشوارع التي بحت أصواتنا وجفت أقلامنا ونحن نصيح ونكتب عنه دون استجابة فتتجمع على أثرة القمامة وتتكدس وتتحول لمرتع للحشرات والبعوض والآفات .
هذه هي المنصورة التي تتغير ملامحها كل يوما شويه بالعشوائيات التي لا تجد من يحاربها ومن يتصدى لها فقدنا المتنفسات والتهوية التي خطط لها جيدا في تخطيط المدينة العمراني كما أنها تغرق بالمجاري فمجاريها متهالكة ونجد أعمال أصلاح من حين لأخر يشكرون عليها لكنها كغيرها من الأعمال التي تفتقد للدقة والرقابة وبعضها يتعثر وتبقى الحفر لأشهر وتسبب أحواض من القاذورات والمجاري كما حدث في بلوك 31 حي العيادات امتزجت مياه المجاري بمياه الشرب وحدث تلوث في مياه مساكن المواطنين وصيب عدد كبير بأمراض الصفار وغيره ومن المسئول عن ذلك وتكاليف العلاج اليوم مشكلة تواجهه المواطنين .
المنصورة ذاتها في شارعها العام تجمع للقمامات أمام السوق المركزي للخضار والأسماك والدجاج وهذا التجمع يضم مخلفات الأسماك والدجاج والمطاعم والخضار وتصور هذا الكم ماذا يسبب من أمراض وروائح مزعجة للمارة والساكنين وما يستغرب له ان سوق الخضار خالي من الباعة الذين انتقلوا خارج السوق وأمام القاذورات يبيعون خضارهم للعامة في منظر قبيح ومزعج للمدينة وسكانها وزوارها والبلدية همها هي جمع الرسوم فقط وأنت افهم .
المهم ان أهالي المنصورة يعانون من تكدس القاذورات والمجاري وحتى مخلفات العيادات الطبية التي تشكل اكبر خطر يوجه أبناء هذه المدينة لأنها تنقل الأمراض بكل يسر وسهولة وخاصة مخلفات التحاليل والعمليات الصغرى من دماء ومخلفات أدمية عسى ان يدق هذا الناقوس الخطر أذان المسئولين ويصحوا القائمين على النظافة في المنصورة لتعود المنصورة مثالا طيبا كما كانت يحتدا بها في عدن من جمال ونظافة وحدائق وتشجير وثقافة .