احذروا الإرهاب يتطفل فينا

2015/01/10 الساعة 09:13 مساءً

مللنا الإدانة والاستنكار والشجب في مجازر الإرهابيين بحق المسالمين و العزل وبكثرتها لم تعد عينيا تدمع والحزن صار طبيعي ويعيش فينا فقد تعودنا على هذه الحياة لان الإرهاب لم يعد استثناء بل هو الغالب والاستثناء هو السلم ولحظاته القليلة جدا من السعادة التي تراودنا لبرهة ثم تتلاشى بعملية إرهابية بالحجم الكبير كجريمة أب الخضراء فندين ونستنكر ونناشد كلنا دون استثناء من الرئيس حتى المواطن البسيط نلعن ونشتم الإرهابيين وكلا منا لديه صورته الذهنية عن ذلك الإرهابي الذي يربطه البعض بحجم لحيته ومدى تزمته للإسلام والإرهابي باختصار كل من يستخدم العنف لفرض قناعاته وأفكاره على الآخرين كل من يروع الآمنين ويعكر صفوتهم وحياتهم كل من يريد ان يتسلط ويهيمن على غيره هناك من يكفر ويخون وهناك من يوجه التهم جزافا دون أوجه قانونية ودلائل مادية والإرهاب دائما يوجه سهامه لمؤسسات الدولة أولا ليغيبها ويقضي على فعاليتها ليخلق فوضى عارمة تخدمه ليمارس إرهابه بحرية كاملة الإرهاب كلمة انتشرت وصارت علكة تلوكوها الألسنة ليل نهار حتى فقدت معناها وقيمتها صارت حجة وذريعة للانتهاك والتطاول وتجاوز كل المعايير تحت مسماها وشعارها الإرهاب سلوك وثقافة لو تمعنا جيدا في سلوكنا وثقافتنا لاكتشفنا ان فينا سلوك ارهابي ونمارسه على غيرنا او ندفعه ليكون إرهابي اتجاهنا ليحمي ذاته وفكرة وقناعاته التي نرفضها في غياب الحرية الفكرية والشفافية والوضوح والعدالة فالظلم احد أسباب الإرهاب عندما لا يستطيع المظلوم انتزاع حقه وفق القانون وسلطة القضاء يلجئ للإرهاب كوسيلة لإنصاف ذاته كلها سلوكيات غير مبرره بل عقيمة ينتجه واقع عقيم وظروف نابعة للإرهاب وحاضنه للإرهابيين .
مخطئ من يقول أن الإرهاب غريب علينا فحياتنا كلها حروب ودمار وخراب متى استقرينا بل نعيش في إرهاب وإرهاب مضاد و كلمة "إرهابي " ليست فريدة في التاريخ بل لها أسلاف كثر من الكلمات مثل "متوحش " ،"غير متحضر" ، "قرصان" ديكتاتور جزار سفاح قاتل متآمر دساس كل تلك الأوصاف هي للإرهاب ولا يمارسها غير الإرهابيين ومنها ينتج الإرهاب والإرهاب المضاد .
والبيئة التي تقتل الإرهاب وتقضي علية وتقلل من السلوك العدواني لدى الأفراد هي البيئة السليمة الخالية من العنف والأمراض الاجتماعية التي يملئها الحب والتسامح والوئام والتوافق والاتفاق وقبول الأخر المختلف وتفهم قناعاته وأفكاره واحترامها أي أنها حياة ينيرها النور رمز الصفاء والحب والتسامح والاستقرار بل هو معبر عن الانفتاح والتطور والانطلاق إلى فضاء العصر الجديد يقال نور الله وجهك دعوة حميدة لتكن بشوش حيوي ودائما يرتبط النور بالملاك والطهارة و النور يضيء طريق المستقبل فالعلم نور والجهل ظلام والظلام هو السواد القاتم لا يعشقه سوا اللصوص والعصابات ودعاة الرذيلة أعوذ بالله من ظلام القلب والعقل أنها مصدر التعاسة وعندما تمنع النور ليضيء العقول تسقط القيم وتنحط الأخلاق كقول الشاعر أحمد شوقي:”إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا” نحن حياتنا ظلام فكري وثقافي وتعليمي فالغير معلن هو محاربة التنوير والثقافة الإنسانية التي تقلل من العدوان ومصدرها الإبداع الثقافي والفكري والسينما والمسرح والمنتديات الثقافية والفنية والحفلات الفنية للتراث الشعبي وتطويره في الأحياء والأرياف والتربية والتعليم التي صارت عقيمة غير منفتحة وتخلوا من الأنشطة اللاصفيه التي تخفف من العدوان بين البشر كالرياضية البدنية والفكرية والثقافية والإبداعية والمدرسة يجب ان تكون حركة متجددة يفرغ فيها الفرد كل طاقاته لا يكبتها الكبت في التعبير عن الذات والأفكار بالوسائل المختلفة هو الذي يخلق الإرهابي والتربية على أساس هذا حرام وهذا ممنوع وهذا لا تتجاوزه تلك سلوكيا تخلق لنا إرهابيين .
اعلم أخي المواطن انك تحمل في داخلك إرهابي عندما يجد الفرصة يسيطر عليك لتنفذ سلوكيات وأعمال إرهابية على الغير فنحن بحاجة لعلاج علمي مهني لننتزع الإرهاب من داخلنا وألا ثم نجفف منابعه الثقافية والفكرية وبالتدريج سنستأصله من المجتمع المحافظ على كثيرا من سلوكيات وثقافات تجاوزها الزمن حاضنه للإرهاب وتنتج إرهابيين .
احمد ناصر حميدان