تقول الحكايات أن فأرا تسبب في انهيار سد مأرب وجلب الويل والدمار للرعيل الأول وجعل منهم أمة عاجزة وفقيرة ..
اليوم يعود الفأر من جديد ولكن على ظهرِ دبابة .. يا إلهي لقد سمن الفأر وتغوّل وأصبح يهيج كالثور ليس في مأرب وحسب ولكن في عدد من محافظات اليمن..
وإن كان فأر الأساطير قد تسبب في انهيار سد مأرب فإن فأرنا هذا قد كان وكيلا حصريا في انهيار كل مقومات الدولة وإن كانت دولة شكلية.. غير أن اللافت في الأمر أن فأرهم قد اقتصر جرمه في حدود سد بسيط بينما فأرنا يزلزل المساجد والمنازل والمدارس ويوزع القتل في كل مكان ويفخخ كل شيء حتى الأطفال..
أوقفوا هذا الفأر الذي يطل برأسه من جديد و يحاول أن يتجه نحو مأرب بأدوات حديثة ومتطورة ولا ينوي أن يفتح ثقبا في جدار السد فقط وإنما ينوي تفخيخ كل مقومات الحياة وأولها الإنسان..
لن يتضرر أبناء مأرب وحدهم ولكن الكارثة ستحل على الجميع بدءا بالكروش الكبيرة وانتهاء ببائعي أنابيب الغاز, وكل مقومات الحياة التي تنبع من مأرب من بترول وكهرباء وغاز ومنتجات زراعية وغير ذلك من خيرات الأرض ستكون في خبر كان..
الفأر موديل 2015 يريد أن يقنعنا أن مأرب تتستر على الإرهاب وهو لا يعلم أننا تعلمنا منذ زمن أن مأرب تعني التاريخ والحضارة, مأرب بلقيس ومملكتها العظمى مأرب الشموخ والكبرياء, مأرب الشهامة والرجولة, مأرب الغاز والنفط والسد, مأرب عبيدة ومراد..
يا للعجب يحاول الفأر أن يطمس كل هذا الموروث الحضاري والاقتصادي والنضالي والبطولي ويبقي فقط ممسكا بزمام كذبة القاعدة التي هي الوجه الآخر بالنسبة له وإليه..
الغريب في الأمر أن هناك أكواما من أشباه الرجال يتناثرون هنا وهناك ويصفقون للعنجهية والبلطجة, ويسيرون على خطى باعد بين أسفارنا لأغراض دنيئة وأطماع آنية لا تصمد لحظة واحدة أمام دبة غاز ..
وكما هي العادة انبطحت وستنبطح بعض القطط أمام الفأر وسترقص معه على وقع زمجرة المدافع لكنه سيبدأ بها كما هو دأبه في كل مكان وزمان...
غير أن مأرب لن تنكسر ولن تخضع وستصمد لأن الإنسان المأربي الذي لا يلقي سلاحه حتى عند قضاء حاجته لا يمكنه أن يقبل مهما كلفه الثمن أن ينتهك عرضه أويفجر منزله ومسجده فضلا عن الدخول إلى غرفة نومه لأخذ الصور التذكارية, وستكون محرقة جديدة وقودها البشر من الطرفين وستشتعل على إثر ذلك النيران من آبار النفط والغاز وسيصل لهيبها إلى كل منزل وسيحترق الجميع بنار لا تبقي ولا تذر