عندما يشتد الوجع ويفوق قدراتنا للتحمل وعندما تجد الألم يتوزع بين الكل ويلسع الكل عندما تجد نفسك مهدد في أي لحظة في الشارع العام وفي السوق وأنت تتابع قضاياك وتبحث عن لقمة العيش لذويك عندما يسقط أمام عينيك المستقبل بأعمدته هل يدق ناقوس الخطر في داخلك وتستشعر خطورة الصراعات السياسية والفكرية التي تدور بها مع التائهين عن الوطن ومصالحة عن خلط الأوراق عن الخصومة الفاجرة مع الأخر المختلف هل يصحوا ضميرك الوطني ويقول لك انه وطنك ومستقبل أبنائك وأحفادك انك زائل لا محالة كغيرك ممن عاشوا على هذه الأرض الطيبة وتركوا أثرا طيبا وماذا ستترك أنت من اثر ؟ وماذا يستحق الوطن ان تقدم له ؟ كل هذا يتطلب منا جميعا ان نعيد إستراتيجيتنا اتجاه وطن عزيز غالي في قلوب أبنائه المخلصين .
تاريخنا وحاضرنا كله خصومة وصراع ومحاولة إقصاء وتهميش ومحي الخصم من الوجود و صراعنا عن السلطة والجاه والثروة وفي ظل الخلافات السياسية الدائرة حاليا, تتجلي حالة الانفلات الأخلاقي والتي تصل في بعض الأحيان إلي الشتم والتعزير واتهام الأخر بل تعدي إلى أكثر من ذلك وهو قتل النفس, وبث الشائعات ومحاولة النيل من الخصوم بشتي الطرق والوسائل والخصومة سلاح الضعفاء والمنافق أذا خاصم فجر وحياتنا خصومه هادفة لضرب المشروع الوطني يعززون الخصام ويخلقون خصوما لينجو من جرائمهم فنتوزع خصوم وهم يحصلون على حلفاء والإرهاب ينموا بين الخصوم وهي مرتعه والخصومة تجهض الوفاق ولا تسمح لأي اتفاق وما دام بيننا مفتن يتقن زرع الخصام ويعزز الخصومة فاعلم ان حياتنا ستنهك والإرهاب سيجد فرصته لسفك المزيد من الدماء وهدر الأرواح ويحولنا إلى أشلاء تلطخ الشوارع وجدران الوطن .
دخلنا الحوار نحمل ثقافة ونوايا الخصوم وكلا يبحث كيف يغلب الأخر كخصم رغم ان هناك قوى جديدة بعث فيها الروح وتحمل المشروع الوطني الحق لكن الخصوم يتفقون ضدها في ذلك ويتصارعون لإجهاض مشاريعها الوطنية وأي خصوم شركاء الأمس بكل ماسي الوطن وخصوم اليوم يجتهدون لإقناعك بشيطنة بعضهم بعض دنسوا كل خطوة صحيحة لإنقاذ وطن بخصومتهم المقيتة وخرجنا من حوار وهم لازالوا خصوما وتركوا مخرجات الحوار في الهامش وساروا بخططهم الانتقامية ضد بعض وتحول الصراع داخل الحوار بالكلمة والمشاريع الوطنية إلى اللجوء للعنف بالبندقية والأسلحة الثقيلة واحتلال المدن وتدمير ما تبقى من دولة والإجهاض على مؤسساتها الأمنية والمسلحة والمدنية الى اليوم هم خصوم وحلفاء خصوما ليتصارعوا وقت أنتاج الحلول لقتلها في مهدها وحلفاء عندما يشعرون بخطر يمس مصالحهم المشبوهة .
تلك هي بيئة حاضنة للإرهاب البيئة الغامضة التي يغيب فيها دور الدولة ومؤسساتها القضائية والعقابية وأجهزة التحري والبحث عن الحقائق والنظام والقانون هنا يصبح الإرهاب أداة من أدوات الصراع وهو أعلى صور العنف هنا يجعلون قلوبنا موجوعة وعقولنا مشوشة يزرعون الخوف والفزع في نفوس الضعفاء منا ويشوشون عقول البسطاء فينا انظر بتمعن متى يتحرك الإرهاب ويشتد عندما تشتد خصومتهم كلما اشتد الصراع وشعر طرف بعينة بالخطر برز الإرهاب فاعلا في الساحة هو ذاته صانع ومحرك ومستفيد من الإرهاب .
متى نترك الخصام ونتجه للعمل معا لصالح وطن أنهكته خصومتنا وصراعاتنا على مدى زمن طويل ونؤمن ان باختلافنا وتنوعنا نثري الوطن فكرا وثقافة وحب و وئام واتفاق وتوافق في قضايا وطنية لا تقبل الخلاف لأنها تعني الوطن أولا ومن روائع الشاعر احمد مطر
أعوام الخصام .. رائعة أحمد مطر
لم نكن نشكو الخصام
لم نكن نعرف طعم الفقد
أو فقد الطعام.
لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،
ولا يمشي إلى الخلف الأمام.
كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام
هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام.
وهنا جيش نظام جاهز للانتقام.
من هنا نسمع إطلاق رصاص..
من هنا نسمع إطلاق كلام.
وعلى اللحنين كنا كل عام
نولم الزاد على روح شهيد
وننام.
وعلى غير انتظار
زُوجت صاعقة الصلح
بزلزال الوئام!
فاستنرنا بالظلام.
واغتسلنا با لسُخا م.
واحتمينا بالحِمام!
وغدونا بعد أن كنا شهودا،
موضعاً للاتهام.
وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضاً
لكي يذبحنا جيش النظام!
أقبلي، ثانية، أيتها الحرب..
لنحيا في سلام!