(أروى عثمان )في مرمى لوبي الفساد

2015/01/16 الساعة 11:45 مساءً

الفساد هي منظومة من التراكمات عششت في جسد مؤسسات الدولة ومراكز الثروة والمال العام واستطاعت على مدى أكثر من ثلاثون عاما أن تتمكن من اختراق الأنظمة القانونية والتشريعية للدولة بل شرعت قوانين لخدمتهم ومع المدى تشكل لوبي الفساد يحمي ويدافع عن مصالحة داخل الدولة العميقة وارسوا عادات سيئة تعزز الفساد وتجعله سلوك وثقافة مجتمع على مدى سنوات ولا ننسى رأس الفساد الذي عزز قيم هذه المنظومة بخطابة ( تقلبوا ) وتشجع الناس في التمادي للرشوة والنثريات التي أجهدت ميزانية المؤسسات على حساب العمل الحقيقي والإبداع بمعنى ان الفساد كان مستشري وسلوك يمارس من رأس النظام حتى ابسط موظف وكأنه نظاما ملزم علينا التعامل معه ومن يعترض او يقاوم يخسر و هذه المنظومة لازالت اذرعها في الدولة العميقة وتقاوم اجتثاثها حتى و ان ذهب رأسها بعد ثورة شعبية.
صحيح ان للحكومة دور في محاربة الفساد والفاسدين لكنها تواجه تحدي كبير وتحتاج لمواقف داعمة لان الفساد يبرز بصورة الحق والحقوق باطل وبهتان بل يتجمهرون ويحتجون رسميا ضد أي وزير او مسئول يعزم على اجتثاث الفساد وتطهير وزارته من الفساد المنظم والمشرعن ويتخذ قرارات صارمة للحد من هدر الأموال وتنظيم وإعادة صرفها وفق الحاجة والضرورة فيحتج علية الفاسدون لأنهم كانوا مستفيدين وعابثين بهذه الأموال ويجدون من يساندهم ويروج لقضيتهم كمنظومة فساد لها أدواتها الإعلامية ونافذين في السلطة الرقابية والتنفيذية .
اليوم وزيرة الثقافة الأخت أروى احمد عثمان المعروفة للجميع بتاريخها النضالي والسياسي والعملي هي اليوم في مرمى الفساد والفاسدين لأنها بنت الثقافة وعلى علم ومعرفة بدهاليز هذه الوزارة وعزمت بجد وحب للوطن ان تنظم عمل وزارتها لتنتج شي على الأرض خاصة وان الثقافة عبارة عن مجموعة من الأمور والقيم ، التي تبني فكر وروح الإنسان، وتمنحه الدّافع الأصلي للتحرك نحو القضايا الوطنية و تمثّل الثّقافة مجموعةً من العقائد، والتاريخ والأدب والفن، والرّسوم لمجتمع ما. وأحد هذه الأمور، العادات والتقاليد والسّنن للأمة وتاريخها فإذا استوحت مقوّماتها من الفضائل، فستكون مؤثّرة في خلق الأجواء المناسبة لتربية وتهذيب النّفوس، وأمّا لو استرفدت قوتها وحياتها من الرّذائل الأخلاقيّة، فستكون البيئة مهيّئة لتقبل أنواع القبائح أيضاً.
وهي استشعرت خطورة تدهور أخلاق وثقافة الكثير التي تبنى داخل هذا المجتمع ومنها يتكون الفساد والإرهاب توأمان للشر يقضي على ما تبقى من قيم وأخلاق حميدة نفتقدها يوما بعد يوم وما يحدث للوطن هو نتاج ثقافة وسلوك يمارس على الأرض وهي تعمل على إصلاح هذه الرداءة ومن الطبيعي ان نجد قوى الفساد التي تكونت وعششت داخل هذه الوزارة على مدى سنوات ان تقاوم وتعلنها حقوق وهي باطل وزور وبهتان وهذا نموذج لمحاربة الفساد والفاسدين كان كثيرا من الوزراء في حكومة الوفاق ضحايا هذا اللوبي الفاسد المستفيد من العبث والهدر المالي في كثير من الوزارات وتجدهم اليوم في أعلامهم يبكون ويتباكون على نظام حاميهم الذي كان يتيح لهم العبث في المال العام والوظيفة العامة تلك هي جماهيرهم التي يعلنون عنها .
الفساد يحتاج منا تكاثف وصمود في وجه أعتا منظومة فساد تكونت على مدى 33عاما وان نقف وقفات شجاعة في وجه هولا الفاسدين ونساند قوى النزاهة والخير في محاربتها لهذه الأفأه الخطيرة لأننا في زمن يعبث الفساد في حياتنا ثم يستفيد من هذا العبث ليعيد إنتاج أدواته وهذه الصورة تتكون أمام أعيننا البعض صدقها واغتر بها فالحذر اليوم مطلوب وعلى القوى الخيرة أن تدعم بعضها بعض ضد كل فاسد ومتآمر وإرهابي .
وحذاري من القرارات الغير صائبة والتي تثير حفيظة الجماهير الطامحة والشغوفة للتغيير و للمستقبل المنشود عندما يعاد إنتاج أدوات الماضي العفن من فاسدين وقتلة ومجرمي الحروب والصراعات فالشعب ان صمت لكن صمته لن يطول فصرخته القادمة ستكون زلزال سيدمر ما تبقى من عروش هذه المنظومة .
احمد ناصر حميدان