الثورات الشعبية التي تعم المجتمعات ليس ترف بل لها ظروفها الموضوعية والذاتية ودوافعها التي اضطرت هذه الشعوب لتفجيرها ضد واقع أسي لخلق واقع يلبي أمالها وطموحاتها وتسمى بعدد من التسميات كان أخرها الثورات العربية التي أطلق عليها الربيع العربي برغم ما تعانيه من تعثر أو انتكاسه إلا أنها هدت أوكار الاستبداد والأنظمة البائدة وقدمت درس لا يستهان ان هذه الشعوب هي شعوب حية وحرة ولها إرادتها وإنها موحدة بكل أطيافها وتوجهاتها وان توهم للبعض انه استطاع احتوائها او حرف مسيرتها لكنها تثبت كل يوم أنها هنا وقادرة على ان تصنع مستقبلها وان تجتث من تسول له نفسه على العبث بهذا المستقبل تحت مسميات عدة عاد الزخم الثوري يغلي في بعض الأقطار التي حدث فيها انسداد في مسارها الثوري كمصر واليمن مصر لتجاوز البعض لإرادة البعض وتدخل الجيش في الحسم ضد البعض واليمن لتوهم قوى العنف أنها ستحسم المشهد لصالحها بالعنف وستركع الجميع لرغباتها وقناعاتها بقوة السلاح والقبيلة والمذهب لكن الجماهير اليمنية تصدت لها اليوم لا خيار لدينا بغير استعادة روح الثورة من سبتمبر وأكتوبر إلى فبراير 2011م هي امتداد لبعض وتكملة لبعض تحمل نفس الأهداف والطموح والآمال لا يمكن ان تتحدث عن ثورة تلغي ثورة سبقتها إلا أذا كنت فعلا تمثل ثورة مضادة لتلك الثورة او تسللت منها ضدها فالثورة الشعبية تتدفق من كل عناصر الواقع المزري الذي تبحث عن تغييره الذين يتحدثون عن ثورة جديدة بمعزل عن الثورة الأم والثورات التصحيحية التي رافقتها لا يملكون غير مشروع خاص بهم أو أنهم يحنون للمنقرض بفعل تلك الثورة اليوم هو نتاج لهذا الصراع والمخدوعون كثر يسيرون على هداهم وفجأة يجدون أنفسهم يخدمون أعدائهم من غير لا يعلمون علينا كقوى ثورية شبابية شعبية ان نسير على هدى ثورة سبتمبر وأكتوبر ونستكمل أهداف ثورة فبراير التي تمثل كافة أطياف الشعب اليمني في بقاع أرضة الطيبة ومن يطمسون ذلك ليستبدلوه بما يسمونها ثورة 21 سبتمبر هم يبحثون على إلغاء كل القوى الثورية ليكونوا وحدهم قوى الثورة وتكون الثورة مشروعهم وحدهم وهذا ما يحدث اليوم هم اليوم قوى الثورة الوحيدين والشعب الوحيد وغيرهم هم مارقين متآمرين إرهابيين فسده هذا هو خطابهم ولغة تخاطبهم مع الأخر متناسيين ان الثورة الشعبية هي ثورة الشعوب قاطبة صداها يؤثر في بقاع الأرض لا تختص بمربع جغرافي او مذهبي او طائفي معين ان صرخاتها يستجاب لها في كل ركن من أركان الوطن ثورة فبراير التي لازالت ترعب النظام السابق بمجرد سمع كلمة ثورة عم صداها ربوع الأرض ونفوس الإنسان لا تجد بيت أو حي أو قرية أو بقعة من ارض الوطن إلا وفيها ثائر وثوار هي من أنتجت ظروف اليوم التي أتاحت لكم السيطرة هي من حررتكم من جبال مهران وحصار الاستبداد ثوارها كانوا رفاقكم في النضال اليوم هم ضحاياكم في الانتهاكات اليوم هم يواصلون الثورة وانتم تنقلبون عليها .
لا حل للوطن بغير استمرار الزخم الثوري ليجتث الاستبداد وقوى العنف ومظلة الفاسدين والنافذين من أحزاب وكيانات كانت أمامها فرصة تاريخية لتخلع من على كاهلها رموز الاستبداد والفساد للنظام البائد لتتحرر كغيرها من فئات الشعب لتجعل الوطن في أولوياتها واهتماماتها وتتطهر من الزعامات والرموز الأوراق المحروقة والمداسة والمرفوضة من قبل الجماهير الثورية المرحلة الفائتة فرزت من هم مع الثورة الشعبية ومن كانوا يستظلون بها للهروب من عقابها حتى لا تحرقهم نارها اليوم ثورة فبراير أكثر تحررا من النافذين وتطهرت من الطفيليين وعادوا ثوارها الأوائل من أشعلوها في ما مضى لحميتها أنهم ثوار الاشتراكي وشبابه واليسار كالناصري وغيره والجنوب هو من تحمل كسر حاجز الخوف والصمت فلتستمر ثورة الشباب الشعبية ثورة فبراير بزخمها لتقتلع قوى الاستبداد والعنف والنفوذ القوى التقليدية المتخلفة في القبيلة والقوات المسلحة من نافذين عسكريين يتآمرون على الوطن ويسلمونه لقوى العنف القبلي والمذهبي أنها ثورة حتى النصر .
احمد ناصر حميدان