يعلم الجميع أن الحوثيين لم يستطيعوا الوصول إلى ما وصلوا إليه الآن ألا من خلال تحالفهم القوي مع عفاش من خلال الإيعاز للمشايخ التابعين له في كافة المناطق التي سيطر عليها الحوثيون أو من خلال أشراك الحرس الجمهوري في أهم المعارك والدفع بالقيادات العسكرية لالتزام الحياد أخيرا عند سقوط دار الرئاسة و القصر و منزل الرئيس, وبذلك نجد أن أكبر قوتين حاليا من حيث القوة العسكرية هي عفاش و الحوثيين بعد مغادرة اغلب خصومهم وأقواهم ارض الوطن وتم إضعاف الآخرين إلى ابعد حد ممكن.
ولكن ... السؤال الأهم هل سيستمر هذا التحالف العفاشي الحوثي خلال الفترة القادمة؟؟
من خلال متابعتنا لسير المفاوضات الدائرة في موفنبيك بين كافة الأطراف السياسية والحوثيين برعاية بنعمر نلاحظ مدى الاختلاف الكبير بين موقف الحليفين الحاليين, وهذا الاختلاف أسبابه الرغبة في تحقيق المكاسب التي سترسخ اقدامهم خلال الفترة القادمة بعد كل التضحيات التي قام بها كل طرف من أجل الوصول إلى ما وصلوا أليه الآن من انقلاباً على السلطة, فالحوثي يرفض اللجوء إلى البرلمان الذي يمتلك فيه عفاش الأغلبية المريحة لتمرير قرار قبول استقالة هادي وتكليف الراعي بالرئاسة لمدة ستين يوم يتم خلالها انتخاب رئيس جمهورية جديد وفق الدستور القديم والسجلات الانتخابية القديمة التي يوقن الجميع بتزويرها وهو ما يضمن صعودا سلساً لـ أحمد علي صالح إلى سدة الرئاسة وبطرق شرعية, بينما يصر الحوثيون على تشكيل مجلس رئاسة بوجود هادي أو بدونه يضم اغلب القوى السياسية من أجل أظهار نوع من الشرعية غير المتوفرة فعلاً ولمدة عامين يستطيع من خلالها التوغل في الجهازين الإداري و العسكري للدولة وفق وثيقة السلم و الشراكة و التي وقع عليها الرئيس المستقيل هادي في 21 سبتمبر2014م, كما أن هذا المجلس سيكمل ماتبقي من مخرجات الحوار الوطني و إيجاد شكل الدولة الاتحادية الجديد والذي يسعي الحوثي لتشكيله على ثلاثة أقاليم تضمن له إضافة حجه و الجوف والذي لا يعاني من تواجده فيهما حاليا من أجل ضمان إقليم بالكامل يستطيع السيطرة عليه بدل الدخول في إشكالات مستقبلية مع الأقاليم السنية الباقية.
كل تلك العوامل المذكورة سابقا يراه كل طرف من تلك الإطراف التي تحالفت في الانقلاب هي المغنم الحقيقي لتلك الحرب التي خاضها الطرفين معا, وأما ما سبق من مغانم فلا تتجاوز الأخذ بثارات من خصوم وأعداء سابقين.
كما أن ظهور ما يسمى قيادة الضباط الأحرار وصدور بيانها الذي يتضمن مهلة لكافة الإطراف للوصول إلى اتفاق يعلم جيداً مصدر البيان صعوبة تحقيقه خلال هذه الفترة وإلا قام بأخذ دوره الكامل في القيام بالحفاظ على النظام و الأمن و إخراج كافة الميليشيات المسلحة من المدن, ومن بقراء البيان بتمعن يدرك أن هؤلاء الضباط الأحرار ليسوا سوى أتباع لعفاش كونه تضمن أن كل ماحدث في السابق من خيانات خلال الفترة الماضية ولم يشر إلى ثورة التغيير 11 فبراير أيضا دليل على انه في حالة إصرار الحوثيين على استكمال طريقهم الذين يسيرون فيه فأن الجيش سيتصدى لهم وسيخرجهم من كافة المواقع التي سيطروا عليها.
ومن هنا يتضح اقتراب موعد المباراة النهائية من بطولة السلطة التي خاضتها كافة الإطراف السياسية خلال الفترة من عام 2011م وحتى ألان على جثث ودماء أبناء الشعب اليمني.