الفشل ينتج الإعلان الدستوري

2015/02/06 الساعة 08:59 مساءً

(( وإذا أراد الله بعبد خيراً زهده في الدنيا وبصره بعيوبه ))
[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس عن محمد بن كعب القرظي]
هذا الذي يغفل عن عيوبه ، ويبحث عن عيوب الناس ليس مؤمناً ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، هذا الذي يرى الشوكة في عين الآخرين ، ولا يرى الجذع في عينه ليس مؤمناً .
لذلك ترى المؤمن الصادق مشتغلاً بعيوبه كي يطهرها ، وترى المنافق مشتغلاً بعيوب غيره ، يبحث عنها ، ويذكرها ، وينقلها للآخرين ويكبرها ، ويسخر منها .
تلك هي محنتنا في اليمن عيوننا لا تنظر غير عيوب الأخر ونصنع منها قصص و روايات لتدمير الأخر وفي المقابل نجمل من ذاتنا ونطمس كل عيوبنا ولا نعترف بها لنصحح أخطائنا لهذا الكثير منا في أخطائهم سائرون وعيوبهم مستمرون ومواقفهم المضللة متمسكون تلك هي مصيبتنا في مجتمع معظمه يتكتل على أسس مناطقي عرقي قبلي بحث استفادت قوى الاستبداد والهيمنة من ذلك لتخلق لها كتل تحتمي خلفها و بها لهذا نجد مصائبنا تتكرر ونبقى ندور في دائرة مفرغة لا نصحح ذاتنا وبالتالي لا تصحيح لمواقفنا العامة .
هل انتصروا علينا ؟ هل انهزم الشباب أمام الأسلاف ؟ هل فقدنا طموحنا وأحلامنا ؟ هل فقدنا زمام التغيير ؟ وعاد الماضي ينغص حياتنا .أكثر من سؤال مهم ومؤرق يتبادر للذهن وعلى الجميع ان يجيب علية لنعرف جميعا المستقبل المنشود هل صار وهم وخيال هل فقدنا الدولة المدنية الحلم المنتظر هل عاد الماضي بصور أخرى يؤرق وينغص حياتنا أين نحن من الربيع العربي هل صدق النظام السابق ان الربيع اليمني وهم ونجح في ضحد هذا الربيع والتسوية التي كادت ان تؤدي للتغيير ؟
اعتقد ان الإعلان الدستوري معناه فشل جماعة الحوثي في كسب ثقة القوى السياسية وفشلهم في التنازل لإرساء الشراكة وما يثبت عدم قدرتهم على التوافق مع الأخر والقبول بالتنوع الفكري والسياسي وتمسكهم بالعنف كوسيلة لفرض أمر الواقع وعدم استيعابهم لدروس وعبر الماضي القريب .
واهم من يعتقد ان اليمن يمكن أن تعود إلى ما قبل 2011م وانه قادر ان ينصب نفسه حاكما أوحد ويصنع له شركاء على مقاساته ويرسم ديكور دولة ديمقراطية او حتى جمهورية وفي حقيقتها غير ذلك .
ما يحدث من انتهاكات وتكميم للأفواه واستخدم لغة العنف والسلاح في التعامل مع المختلف والمعارض والأخر هو مبشر للمستقبل الذي يقودنا إليه هولا نحن اليوم نفقد مكتسبات ثورة فبرير بل مكتسبات الهامش الديمقراطي الذي كان موجودا قبل ثورة فبراير نحن نفقد الكثير ولازلنا في بداية المشوار فكيف اذا بعد الإعلان الدستوري أعنانا الله في الحفاظ على الوطن ومكتسبات الشعب وتحقيق طموحات وأمال الجماهير التي خرجت في ثورتها من سبتمبر لأكتوبر لفبراير .
الأمل في الشباب إني أرهم يرتبون صفوفهم ليصطفوا مع الوطن والدولة المدنية المنشودة أنهم الرافضون للأمر الواقع رافضون للعنف للمليشيات للجوء للقبيلة والقوى التقليدية بدلا من الدولة ومؤسساتها من يعززون النفوذ للأفراد ومراكز القوى بدلا من تعزيز الدولة ومؤسساتها ,أنها منظمة رفض الشبابية التي أرعبت قوى الهيمنة والتسلط ومليشيات الرعب والخوف وفرض الأمر الواقع جعلتهم يفقدون اتزانهم أعصابهم عقولهم يتصرفون خارج المنطق والمعقول كشفتهم فضحتهم اخرجوا ما فيهم من سوء وخبث وهي نهايتهم بأيدي هولا الشباب الطاهر البري المتشوق للغد المشرق الملي بالطموح والأمل لبنا وطن ودولة مدنية عادلة وضامنة للحريات .