أعلن المبعوث الدولي جمال بن عمر فشل العملية السياسية في اليمن وهو ما يعني فشل المبادرة الخليجية و مخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، وأصبحت اليمن تعيش في المجهول خصوصاً في ظل التجاذبات الدولية والإقليمية بين محوري ايران وروسيا من جهة والسعودية وأمريكا من الجهة الأخرى، أضافة الى ذلك سيطرت مسلحي الحوثي على مقاليد السلطة في صنعاء ومحاولتهم التوسع جنوباً تحت ذريعة محاربة الارهاب.
كل ذلك يدخل اليمن في مرحلة شديدة الخطورة لم يمر بها في تاريخه الحديث على الاطلاق، حيث يهرول سريعاً نحو حرب أهلية طائفية مناطقية تبلورت ملامحها خلال الايام الاخيرة بشكل واضح وجلي .
في الجنوب للأسف وحتى اليوم لسنا في مأمن من هذا الخطر بل هناك قوى تريد ان تحول الجنوب الى بؤرة الصراع ونقطة انطلاق للحروب المذهبية والمناطقية وهذا هو الخطر بعينه خصوصاً ان نحن في الجنوب حتى اليوم لم نستطيع حماية جبهتنا الداخلية في ظل تفكك مكونات الحراك وفشل قيادات الحراك في ايجاد حامل سياسي يلتف حوله شعب الجنوب .
ان التمدد الحوثي باتجاه الجنوب بات واضحاً للسيطرة على منابع النفط والغاز في محافظتي شبوة وحضرموت ليشكل ضغط على المجتمع الدولي ولا سيما امريكا وفرنسا من خلال تعطيل مصالحهم في هذه المناطق كما هدد وتوعد عبدالملك في خطاباته السابقة وطبعاً سيكون ذلك بدعم روسي ايراني واضح مقابل معارضة امريكية سعودية وبالتالي تحويل هذه المناطق الى قطع من جهنم اشبه بما يحصل اليوم في العراق وسوريا .
وحتى نستطيع ان نحافظ ونحمي ونحصن الجنوب من خطر هذه الحروب وتحويل مناطقنا الى بؤر صراع جديدة يقع الدور على القبائل الجنوبية بشكل اساسي خصوصاً بعد فشل قيادات ومكونات الحراك فشلاً ذريعاً خلال الفترات السابقة، لذلك وكحل أولي يجب ان تقوم كل قبيلة بحماية منطقتها وعدم السماح لمسلحي القاعدة ومسلحي الحوثي بدخول المناطق الجنوبية بأي شكل من الاشكال لأنهما اساس الصراع المذهبي القادم، وحتى تنجح القبائل في هذا الدور عليها ان تنسق فيما بينها ويتم تشكيل حلف قبائل الجنوب يضم كافة القبائل القوية والكبيرة وأهمها العوالق ويافع و حلف قبائل حضرموت وقبائل أبين وردفان والصبيحة وكل القبائل الجنوبية بحيث تكون ضمن تنسيق موحد يحفظ للجنوب أمن ووحدة وسلامة التراب الجنوبي .
كل المؤشرات تقول ان القادم صعب جداً ليس على الجنوب ولكن على اليمن بكل مناطقها، حيث بدأت مؤشرات الحرب المذهبية جلية وواضحة ساهم المجتمع الدولي في بلورتها وسارع الحوثي في تنفيذها وتطبيقها وتحويلها الى واقع بدأت ملامحه تتجلى من محافظة البيضاء .
والآن الدور يقع على عاتقنا في الجنوب للخروج من هذه العاصفة بأقل الخسائر وعدم السماح بتفكيك الجنوب وتقسيمه وتحويله الى نقطة صراع، وهذه المسؤولية تقع على عاتق كل فرد في الجنوب كلاً في مكانه وموقعه.
المهمة صعبة والمسؤولية مشتركه ولكن بوحدة صفنا وشعورنا بالمسؤولية سنتجاوز هذه العاصفة وهذا ما نعول عليه في الفترة المقبلة ..