تعمل الذهنية التعزية آليا وفقا لهذا التصور : الوطن هو حلم تعزي قبل ان يكون حلم اليمنيين اجمع على تباين رؤاهم واختلاف مشاربهم واطيافهم لا تبدو شمس الوطن التي تطل كل صباح سوى امتداد لفجر تعز الحالم ، ذلك ان لون الفجر وضياء الشمس هما التعبير الاكثر وضوحا لأحلام مدينة قدمت للوطن كل شيء وفي كل مرحلة تحول - لعبت الدور المحوري في انجازه - كانت تذهب لبلاط الحاكمين بغرض عرض احلامها القديمة - الجديدة على اعتبار ان كل حاكم جديد يعني وفقا لتصورها الحالم أمل جديد ووعد جديد وفرصة جديدة ..صعد كل الحاكمين ثم ذهبوا لكن تعز الحالمة لم تتحرر من هذه الصفة ، غادر حاكمون وصعد اخرون فيما تعز ترقب مسارات الفعل والحكم منكفئة على ذهنية التشبث بالحلم ، ومترقبة دوران الفرص ، رغم تعاظم الخيبة ، وتفاقم دلائل وبراهين انشطار الحلم كخطوة اولى نحو تلاشيه الكامل. حلم تعز في اكثر تعريفاته بساطه : الدولة القوية الناظمة لمشاريع النهوض والتحديث والقادرة على فهم واستيعاب كافة الافكار والرؤى والبرامج السياسية والاقتصادية والامنية ضمن قوام بنود مشروع وطني نهضوي يحقق الاستقرار المنشود ويشكل الحافز لانخراط الجميع في العمل والبناء والتشييد والتنمية الشاملة . تعز ليست حالمة لذاتها ، سحنة المدينة لاتشي بأنانية ذاتية ..وتاريخ النضال التعزي - الذي شكل في كل المراحل التاريخية النواة الاولى للنضال الوطني - بامكانه أن يختصر المسافة لكل من يجدف في امواج عكرة بحثا عن نافذة عبور لتعزيز توصيفاته المضللة عن تعز .. حين ترفض المدينة التي تنام على تلال مرتخية وهزيع صامت وتصحوا على صوت المآذن وضوضاء الاطفال ؛ العنف ..لا يعني انها تحمل نفسا مناطقيا وحين تقرر لفظ مشاريع البندقية لا يمكن فهم خطوتها باعتبارها محاولة لتسييج اسوار خاصة بها ورفض الاخر الذي يحمل لونا خارج الخارطة الجغرافية لتعز . تحمل تعز لون الحلم الوطني لا لون البندقية وثمة فروق شاسعة بين اللونين.