لفت انتباهي في خطابات السيد عبدالملك الحوثي كلمة (الشعب) وينطقها في كل خطاب أكثر من عشرين مرة، وبعد كل خطاب وانا جالس مخزن وأحلل يا ترى عن أي شعب يتحدث الزعيم الحوثي؛ لكنني لم أخرج بنتيجة تذكر، و بعد أن أنجع القات، أبدأ مرة أخرى في البحث عن مفردة (شعب) السيد وما مقصودها .. فأدرك أنه لا يقصد شعب الجنوب في كل تلك الخطابات، فهو يخاطب منطقة ذات حدود تاريخية وجغرافية محددة، وتمتد حدودها إلى عقود من الزمن، وتوارثتها سلالة معينة، وما أكد فرضيتي هذه أن السيد عبدالملك، لم يزُر الجنوب يوماً؛ ولا نظنه يرغب بذلك مستقبلاً.
ومن لم يفهم بعد، تقول له السيد عبدالملك الحوثي يخاطب الشعب في الشمال، فهو الشعب الذي حكمه أجداده من قبله، عدا البيضاء تاريخياً رفضت أن تحكم من قبل جدِّ السيد عبدالملك، واليوم تكرر المشهد نفسه في البيضاء ذاتها التي لم تغيرها عوارض الزمن.
إذاً الخلاصة أن شعب الجنوب، لا يتبع شعب سيد مران، وليس هو المقصود في كل تلك الخطابات، لا من قريب ولا من بعيد.. وبالمقابل على القوى الشمالية الأخرى الاعتراف بذلك وليقوموا بالبحث عن طريقة أخرى، يتقاسمون بها الشعب في الشمال، المهم يا خبرة أسألكم بالله اتركوا شعب الجنوب، يلملم جروحه ويعيد بناء وطنه المدمر، كما أنه على السيد عبدالملك - أيضاً - أن يدرك تماما أن أي شعب لا يمكنه أن يحكم بالحديد والنار، مهما بلغت قوة السلطة الحاكمة، فقد سقط من قبله من كان أكثر قوة وعتاداً وأنصاراً، وفي التاريخ لنا عضات وعبر..!
ولا أعتقد أن الجنوب الوطن والأرض والإنسان والتاريخ، ينتظر مكرمة ثانية من جبال مران، فهو ذات الجنوب المدني الذي طرد أعتى استعمار عرفته البشرية، وننصح السيد في خطاباته المستقبلية أن يحدد الشعب الذي يخاطبه حتى بإشارة أو بالسبابة التي يرفعها ويوجهها إلى الاتجاه الشمالي، نظن أن هذا أفضل وأجدى، وهذه بضاعتهم ردَّت إليهم.
ولا أنسى هنا أن أوجه رسالة أخرى لمن يردد أن الجنوبيين ليسوا متوحدين، نقول لهم يكفي أن هناك شعب متوحد بحّت أصواته على مدى سنوات، وهو لا يطالب إلا باستعادة دولته, وأي جنوبي لا يزال له حنين إلى الوحدة فهو يعتبر (حب من طرف واحد)، وهذا قد لا يوصل الى نتيجة تذكر