مؤامرة دولية على السعودية!!

2015/02/28 الساعة 12:46 صباحاً

 

توفيق السامعي:

يبدو أن هناك مؤامرة دولية خفية على السعودية وعلى الملك سلمان تحديداً، والإمارات وإيران والحوثيون أبرز أدواتها..ونخشى أن يتكرر سيناريو الملك فيصل في السبعينيات بحق الملك سلمان.

تأتي الورقة الحوثية اليوم كورقة رابحة للمجتمع الدولي والإقليمي في استخدامها سياسياً في المنطقة لتمرير الكثير من الأهداف الدولية والإقليمية خاصة مع وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم في السعودية وعدم ارتياح بعض الأطراف الدولية والإقليمية للملك الجديد. ويعد تمكين الحوثيين من حكم اليمن كرافعة عبور نحو المملكة التي ينظر إليها الهدف الاستراتيجي للتوسع الإيراني وذراعاً لروسيا وبعض القوى الأخرى، بينما اليمن هدف مرحلي فقط، ومن هنا تأتي التحركات السعودية الأخيرة المتخوفة من تمدد هذه الحركة. وفي الأصل كان قد تم اتخاذ قرار تقسيم السعودية وإسقاط الأسرة الحاكمة من قبل المحافظين الجدد في عام 2003.

في الوقت الذي تجري السعودية بعض التغييرات في سياستها الداخلية والإقليمية تبرز مؤشرات قوية على تآمرات إقليمية ودولية لإحباط التوجه الجديد في السياسة السعودية..هناك الكثير من عدم ارتياح الإمارات ونظام السيسي من الملك سلمان، فقام محمد بن زايد بإيعاز لتقارب مصري سيسي حوثي، ودور نظام السيسي يبدو مراوغاً وغير واضح تجاه القضية اليمنية رغم تعويل السعودية على مصر للعب دور مهم تجاه الحوثيين في اليمن.

وفي الوقت الذي تضغط فيه السعودية على إيران بورقة النفط وخفض الأسعار بدأ ارتفاع سعر البرميل من النفط من 40 دولاراً قبل أيام في تعاملاته الأخيرة ليصل اليوم خام برنت إلى 61 دولاراً وهذا يعطي إيران وروسيا حافزاً وطوق نجاة سريع.

كما أن المجتمع الدولي يلعب من خلال بعض مؤسساته دوراً قوياً في كبح الخطوات والمطالب السعودية تجاه الانقلابيين؛ حيث لا مواقف صريحة للأمريكان ولا مجلس الأمن بإدانة الانقلاب، كما يلعب مستشار الأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن جمال بن عمر دوراً سلبياً للغاية في هذا الجانب؛ فهو ما زال يعمم بمصطلحاته "كل الأطراف" ويضلل المجتمع الدولي بما يجري في اليمن.

البيان المصري بشأن اليمن لم يشر بالضبط إلى شرعية هادي وإنما إلى "شرعية المؤسسات"، بينما كانت السفارة المصرية آخر سفارة تغادر صنعاء فضلاً عن أن لقاءات السفير المصري المتكررة في قناة المسيرة مؤخراً كانت تؤكد بعض الشكوك، كما أن وفداً حوثياً زار القاهرة والتقى بالسيسي مؤخراً، وتغيرت لهجة وخطاب "الجيش الثالث" المصري بشأن باب المندب وسيطرة الحوثيين عليه، ولم يعد بتلك الحدة.

يبدو أن السيسي يلعب لعبة ابتزاز بحق السعودية في وقوفه في المساحة الرمادية من قضية الانقلاب الحوثي، فهو لم يبد تأييده الكامل للتوجه السعودي ضد الانقلاب، ولم يقم بتأييد الانقلاب ذاته أو قطع كل ما يمت إليه بصلة.

لا يزال الإعلام الإماراتي يلعب دوراً في مساعدة الانقلابيين إعلامياً، من خلال ما لمسناه من بعض وسائله من قنوات وصحف ومواقع، ربما لأن الحليف للحوثي هو الصديق المقرب صالح ودولته العميقة. 

صحيح أن الإمارات اتخذت موقفاً مماثلاً للسعودية في نقل سفارتها إلى عدن، إلا أن هذه الخطوة لا تعدو عن كونها في نظري مجاراة للسعودية حتى لا تأخذ السعودية موقفاً من الإمارات، بدليل أنها لا تزال تنقذ الحوثيين من بعض مآزقهم وتمولهم سراً، وكذلك بتحريك ورقة بعض أقسام الحراك الجنوبي الممولة إيرانياً وإماراتياً بعدم الترحيب بهادي في عدن وشن حملات إعلامية عليه بحجة تخوفهم من "نقل الصراع إلى عدن"، كما أن أموال الحركة وحليفها صالح تستثمر في الإمارات ولم تتخذ أي إجراء بشأن تجميد هذه الأموال باعتبارها تذهب لمحاربة شرعية الرئيس هادي ومحاربة اليمن واليمنيين.

هناك إشارات قوية تدل على أن الرئيس هادي يدخل ضمن الملعوب الإقليمي والدولي في تمكين الحوثية في اليمن وخذلان السعودية، وأن الحوثيين تواطؤوا في هروبه لنقل الصراع إلى الجنوب، بدليل عدم اتخاذ هادي أي موقف حتى الآن ولم يقم بإلقاء خطاب للشعب الذي يخرج في مسيرات مؤيدة له بشكل يومي في معظمة المحافظات اليمنية.

يبدو أن هادي يتجه لخذلان الشعب كما خذله في "الاصطفاف الوطني" قبل غزو صنعاء؛ فهو حتى الآن لم يلق بالاً لهذا الشعب في هذه المسيرات المؤيدة له في معظم المحافظات، ولم يكلف نفسه عناء إلقاء التحية عليهم حتى ولو عبر "شاقوص" شباك محل إقامته.