عمر الحار
بشر انتقالي عدن بصورة غير مباشرة بالدين الجديد لدولته الافتراضية القادمة ، وذلك من خلال البيان الصادر عن اختتام مايسمى بمجلس العموم البريطاني لجنوب اليمن مطالبا بايقاف الحرب على غزة ، وحل الدولتين على اساس المبادرة العربية و الاتفاق الابراهيمي ، في اشارة مبطنة توحي استعداده للتطبيع مع الكيان واقامة الدين الابراهيمي الجديد الجاري البحث لتطبيقه على اي شعب من شعوب الارض كخلاصة لديانات ربي ، فهل تصبح عدن مرشحة لهذا الدين وتقبل بان تكون الضحية الثانية للتجارب السياسية المريرة و الفاشلة في تاريخها ، عقب التضحية بها وخروجها عن الدين باقامة دولة الرفاق البروليتاريا النبتة الشيطانية الغريبة التي غرست في خاصرة العروبة والخليج بدوله الرجعية والامبريالية الغارقة في بحور من المال والنفط والقابلة للحياة بدون ماء ولا ضياء تشبيها بتوصيفاتهم الثورية الشهيرة ، و بتصرف شديد ، للتتحول عدن و في بضع سنين من مدينة عالمية الى قرية ريفية متخلفة .
وعلى مايبدو بان الرفاق الجدد على استعداد للقبول بتطبيقه في دولتهم الافتراضية المزعومة شريطة حصولهم على دولة وموارد ، ونيلهم قصب السبق في تطبيق الديانة على مستوى المنطقة والعالم . هذا مايفسر الاغداق بالمال على رئيسهم الذي يتقاضى مرتبا يعادل مرتبات خمسة من رؤوسا الدول الاوربية هذا الاحتمال الاولي من الاهداف الخفية و الاستراتيجية للانقلاب العالمي في اليمن ، تمهيدا لتحقيق ثاني الاحتمالات منها ، و الذي يتجلى بقيام دولة شيعية في شماله ، ودولة ابراهيمية جديدة في جنوبه . الاولى ممكن القبول بها لانها من الدين لا خروج عليه ، والثانية لم تزل فكرة مبهمة في علم الغيب وعقول اصحابها ، ولم تقر كمشروع وتوجه دولي واضح الاركان والمعالم ، ولايمكن من حيث المبدأ نكران هذا التوجه باعتبار الدين هو الاسلام في الديانات الثلاث على ماطال الاية والمفردة من تاويلات المفسرين الذي اخضعوا كثيرا من النصوص لاهوائهم المذهبية والسياسية ، و يصعب على اوربا بل ودول الغرب برمتها القبول باطار لاهوتي جديد ، بعدما اصبح الدين ثقافة وسلوك واخلاق في حياتهم ، حال تذكرنا حديث الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم بان الدين المعاملة .
والخيار الثالث وشبه المستحيل حل المجلسين و عودة الجمهورية كطائر خرافي بثلاث رؤوس .
وما تقدم اعلاه مجرد احتمالات لكنها قابلة لتحقيق .