كنت قد طالبت بالأمس بفتح تحقيق حول أسباب وفاة وزير الاتصالات الدكتور نجيب العوج ، لكنني تفاجأت بقراءة خبر دفن جثمان الوزير رحمة الله تغشاه اليوم الخميس بمقبرة القوز في دبي ، وهنا يدور ألف سؤال وسؤال ، لماذا يتم الدفن في دبي وليس في اليمن ، ولماذا بهذه السرعة ولماذا أيضا لم يفتح تحقيق في الموضوع وتشريح الجثمان ، مع أن ذلك يحدث مع أي مواطن عادي يموت بظروف غامضة ، فما بالنا بوزير يدير وزارة معنية بقضية بيع الطيف الترددي لدولة الإمارات التي مات فيها الوزير وبطريقة غامضة.
سأحاول أبين لأولئك الذين لا يفرقون بين الاستثمار في الاتصالات وشراء عقود من الحكومة وبين تملك الطيف الترددي الذي يجعل الحكومة خاضعة للشركة التي ستتملك هذا الطيف ، لأن استخدام (الموجات الراديوية والكهرومغناطيسية )يعد عنصرا أساسيا في صناعة الاتصالات واستخدامه تحكمه قوانين دولية ومحلية وهو ثروة طبيعية تملكها الدولة ، وصفقة الفساد هذه التي تصر الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي على استكمالها مع الشركة الإماراتية تعني تسليم مفتاح السيطرة للشركة وجعل كل المؤسسات العامة والخاصة تحت سيطرتها.
أعود إلى موت الوزير الذي لم يعد موته يمثله شخصيا أو يمثل أسرته ، بقدر ما يمثل كل اليمنيين الذين وقعوا تحت سلطة حكومتهم التي تبيع سيادتهم وتسلب حقوقهم بالقوة ضاربة عرض الحائط بمطالبة البرلمان لها بعدم السير في صفقة الفساد وإلغاء أي إجراءات تمت بهذا الشأن وإعادة النظر فيها وبما يحفظ حق الدولة وممتلكاتها وسيادتها ، ومع ذلك يصر رئيس الحكومة على التصرف بحقوق اليمنيين دون أدنى اعتبار لهم أو للمؤسسات التشريعية والقانونية ٠
لقد تم اختيار رئيس حكومة لا يفقه معنى السيادة أو الكرامة
كل همه جمع المال ، فباع كل شيء ولم يجد من يردعه ، فلا أحزاب سياسية تعترض ولا قضاء يحاسب ولا رفض شعبي ، الجميع مستسلم وكأن ما يجري قدرا محتوما ، سلم كل شيء للإمارات ، باع النفط وهو في باطن الأرض ، وباع الطيف الترددي للاتصالات ، باع الجزر الاستراتيجية ، كل ذلك والجميع يتفرجون دون تحريك ساكنا ، فلا الذين انتفظوا ذات يوم على فساد الحكومة وقدموا استقالاتهم فعلوا شيئا غير الكلام ، ولا البرلمانيون الذين قدموا تقريرهم حولوا التقرير إلى فعل ٠
نحن بحاجة إلى تأسيس هيئة الحقيقة والكرامة والعدالة ، كي نستعيد حقنا في الحياة من عصابة الحوثي ومن التحالف وأدواته من اليمنيين أشباه السياسيين والإعلاميين الذين يسارعون دوما إلى تبرئة التحالف وتقديم فروض الطاعة والغفران لكل جرائمه في ضرب كامل للسيادة الوطنية وخيانة دماء شهداء سبتمبر وأكتوبر .
يعيش اليمنيون ويلات الظلم من قبل الحوثيين والتحالف على حد سواء ، فبدلا من تحريرهم من انقلاب الحوثيين ، كما وعدهم التحالف ، إذا به يجثم على صدورهم ويسلبهم ما تبقى لهم من وطن وسيادة وأوجد جرحا عميقا مازال ينزف حتى اليوم ، بعد أن أوهمهم أنه سيعيد لهم الدولة المختطفة وأنهم سيكونون متحكمين بقرارهم وثرواتهم وسيحول اليمن إلى دولة غنية ومتقدمة مثلها مثل دول الخليج ، ولهذا وتأسيسا على ما سبق ، فإننا نطالب بعدم دفن الحقيقة بدفن جثمان الدكتور نجيب العوج ، ولابد من فتح جرائم التحالف المغلقة ، وأنا شخصيا سأظل أحمل راية البحث عن الحقيقة في وجه الانقلابيين والمطبعين مع التحالف ، حتى لو تاه رفاق الدرب عن طريق الصواب ٠