تعيش اليمن وضعاً استثنائياً بشمالها وجنوبها وخصوصاً بعد عودة الرئيس هادي الى عدن قبل ايام، هذه التطورات في مجملها تستدعي من الجميع اخذ الحيطة والحذر والجدية وخصوصاً من الرئيس هادي نفسه ومن قوى الحراك الجنوبي بمختلف فصائلها ومكوناتها ..
الاحداث المتسارعة في اليمن خلال السنوات الماضية اوجدت حالة من عدم الثقة بين الرئيس هادي ومكونات الحراك الجنوبي تراكمت مع الوقت بسبب القوى الشمالية التي كانت وما زالت تبحث عن عوامل الفرقة بين ابناء الجنوب لتحقيق اهدافها بغض النظر عن توجه هذه القوى فكل القوى في الشمال لا تريد وحدة الجنوب وتعمل كل ما تستطيع من أجل عدم ايجاد تفاهمات بين جنوبي السلطة و قوى الحراك الجنوبي.
لذلك على الرئيس هادي كسر حاجز عدم الثقة الموجود حالياً بينه وبين بعض فصائل الحراك من خلال الجلوس على طاولة وحده والتفاهم على قضايا اساسية وأهمها حماية الجنوب من أي اخطار قادمة .
وليس هذا فقط بل عليه مد جسور التواصل مع القبائل الجنوبية في يافع وشبوة وأبين والضالع وردفان والصبيحة خصوصاً ان هذه القبائل اعلنت وبشكل صريح حمايتها للأرضي الجنوبية وعدم سماحها لمسلحي الحوثي من دخول الجنوب وهذا عامل مشترك يمكن البناء عليه والانطلاق بثوابت بموجبها يتم الحفاظ على الجنوب وأمنه واستقراره وعدم الدخول في نزاعات جنوبية جنوبية او تحويل الجنوب الى بؤرة صراع لحرب اقليمية عبثية .
وعلى قيادات الحراك ايضاً تفهم الاحداث المتسارعة ولاسيما بعد اعلان دول الخليج نقل سفاراتها الى عدن دعماً لشرعية الرئيس هادي وهذه الخطوة تعد خطوة مهمة جداً ليس لعدن فقط ولكن للجنوب بكله ان تم استغلالها الاستغلال الجيد، خصوصاً بعد ان فشلت قيادات الحراك في ايجاد قيادة سياسية موحدة تثق بها دول الاقليم والعالم .
ان تواجد السفارات العربية والاجنبية في عدن وكذلك الوفود ووسائل الاعلام العربية والدولية وتُحول الانظار باتجاه العاصمة عدن يعطيها بعد دولي واقليمي لذلك لابد من التفكير في كيفية استغلال هذه الفرصة خير استغلال .
لا خيارات امام الرئيس هادي وكذلك امام قيادات الحراك والقبائل الجنوبية غير التوحد من أجل الجنوب والحفاظ عليه وغير ذلك فهو مجرد عبث فلا الرئيس هادي قادر ان يستغني على قبائل الجنوب ومكونات الحراك ولا هولاء قادرين على الاستغناء عن الرئيس هادي في المرحلة الراهنة على الأقل .
لذلك وحدة الصف الجنوبي ضرورة حتمية لابد منها، جربنا كل الخيارات شمالاً المؤتمر والاصلاح وآخرهم الحوثي الذي وصل به الحال الى حدود يافع وهدد باجتياح الجنوب وقال ان الحل العادل هو حكم محلي واسع الصلاحيات واعطاء المناطق النفطية نسبة محددة من الثروة متخلياً عن كل التفاهمات مع بعض قيادات الحراك فيما يخص حل قضية الجنوب .
فهل سيدرك ابناء الجنوب بمختلف توجهاتهم متطلبات المرحلة او سيكررون اخطاء عام 1994م ويضيعون ويضيع الوطن مره أخرى ...