صنعاء ما عادت عاصمة اليمنيين في ظل اجتياحها من جماعة اسلاموية مسلحة.
المسلحون _ المجاهدون_ في كل زاوية وزقاق، والرصاص يلعلع في فضائها ليل نهار. والتمييز بين رجل الامن (بل مدير الأمن) وعنصر الميليشيا بات مستحيلا.
العاصمة ما عادت عاصمة لأحد بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونزولا إلى أدنى موظف حكومي. والسلطة المطلقة لمسلحي الميليشيا صارت مفسدة مطلقة. صارت الإتاوات هي المصدر الأول لتمويل الجماعة تماما كما هو حال أية جماعة متغلبة تفرض سلطتها على المجتمع.
حفظ السلم الأهلي والدفاع عن "الوحدة" يبدأ من العاصمة. لكن جماعة الحوثي تضرب السلم الأهلي والوحدة في الصميم، كما لم يحدث منذ قرن على الأقل.
يتحدث المبعوث الدولي جمال بنعمر والرئيس هادي وقادة الأحزاب عن مكان آخر للحوار. هذا يعني أن العاصمة صنعاء لم تعد "العاصمة" بل "القاصمة"... قاصمة ظهر "اليمن" بأكثر مما كانت في أية حقبة ماضية