عاشت حرّية التعبير عن الرأي ولتسقط الفاشيّة

2015/04/18 الساعة 10:43 مساءً

لم تكتفِِ جماعة الحوثيين بتحويل البلاد إلى مقبرة للدولة وللسلام؛ بل كان من الطبيعي أن تتمادى في تحويلها إلى مقبرة لأصحاب الرأي أيضاً.

لذلك يتجلّى طيشها المتفاقم في انتهاكات مسعورة بحيث لا ينقصها سوى أن تعتقل الأوكسجين فقط، فهي كجماعة مسلّحة من البدهي أنها لا تأبه بأي التزامات ديمقراطية وقانونية؛ فيما تحتقر حقوق الإنسان وحريات التعبير فوق مستوى التصور.

غير أنها الجماعة التي كان منتسبوها المدنيون فيما مضى من أبرز ضحايا الانتهاكات لحريتهم في الرأي، ولطالما وقفت الصحافة الحرّة والكتّاب الأحرار مع حقهم السلمي الأصيل؛ إلا أن الجماعة بمجرّد استيلائها على السُلطة بقوة السلاح سرعان ما أقدمت على ممارسة ذات النهج الذي كانت تشكو منه.

وبالفعل لا يمكن وصف فظاعة الضحّية حين تبتهج في التحوّل إلى جلاد خصوصاً وهي تؤكد استمرارها في ذلك النهج الغاشم؛ لنكتشف أن عقلية الطغيان التي تلبّستها حد قيادة البلاد إلى الهاوية لا تجعلها تستوعب أي رأي معارض أو مختلف أو ناقد أو غير تابع لها.

ولا نملك سوى التأكيد على نضال الصحافيين والكتّاب الذين ضحّوا كثيراً وعلى مدى سنوات من أجل رفع سقف حريات الرأي والتعبير والحفاظ عليه في البلد، كما أن هذا الأسلوب القمعي التقييدي والترهيبي الذي صارت تتبعه الجماعة هو عار عليها؛ وبالذات هو عار على كل من يتبعها ويغذّي انتهاكاتها زاعماً في نفس الوقت المدنية والمواطنة واحترام الحقوق والحريات وهو منها براء.

يا للاسف على هذا الافتضاح المريع..!!.

المهم.. تضامننا الكامل مع كل أصحاب الرأي والإعلاميين والصحافيين الذين مورست ضدّهم ـ بحسب المزاج الهستيري للجماعة ـ شتّى صنوف الانتهاكات من التهديد إلى الترويع والخطف والتعذيب والمصادرة ومنع النشر... إلخ.

عاشت حرّية التعبير عن الرأي في اليمن، ولتسقط الفاشيّة الهمجية.

[email protected]

"الجمهورية"