ليس هذا صالح الذي نعرفه

2015/05/12 الساعة 04:32 مساءً

يتحدث وتنقطع أنفاسه ، 
لا تقف على ثلاث كلمات مرة واحدة .

وكان قد أحاطنا بمشهد فزعه الذاتي بعد يوم من العاصفة ، وشاهدت حديثه وأنا أتناول الشاي في مجمع السعيد بتعز وقلت لصديق كان الى جانبي : 
ليس هذا صالح الذي نعرفه !

لم يكن صالح أقوى كما هو بعيد 
سقوط صنعاء في يد المليشيا ..
تحدث الكل عن معجزة الحوثي ، 
اما صالح فقد ارتخت أذنه لقادة كبار في الحرس الجمهوري وهم يقولون له : أنجزنا المهمة ، .
ترك للحوثي نشوة اعلان النصر ، 
وذهب صالح مع فريق سياسي لا يتجاوز عدده ثلاثين رجلا لترتيب واقع ما بعد الانتصار .

تركت العاصفة صالح وحيدا 
يعض انامل الخيبة ،
فأكثر من نصف ذلك الفريق 
في الرياض الان يرتبون لمرحلة ما بعد سقوط الدولة في صنعاء
والتي ستعني وفقا لدخول عامل العاصفة : عزل صالح من رئاسة المؤتمر وطي مستقبله السياسي ،
ثم ترك جسده المشلول 
بعد ذلك وجبة لطيران التحالف العربي .

هذا سيناريو مؤلم ،
وكان مرفوضا قبل اشهر فقط 
في تصوري الشخصي على الاقل ؛ 
فقد كان صالح فرس الرهان
لكبح جماح المليشيا وقطع اليد الايرانية في اليمن .
واعترف انه لا عدو في نظري اكثر من ايران ،
وكان لصالح ان يكون رأس حربة في ملحمة التحرير ، 
بعيدا عن كونه المهندس الابرز لكل أحداث الفترة الماضية .

أضاع صالح فرصة تاريخية
للمصالحة الوطنية ،
وسحق بكل غرور وقسوة مرحلة
ذهبية كان المجتمع فيها قد أعاد فرز القوى في سياق مفاضلة اجبارية ووقع
على اكتشاف مدهش : 
لا احد في المشهد سوى الحوثي وصالح ..

وعصر على روحه وأوجاعه ، واختار صالح !
او في الواقع اخترت صالح .

لم يعد لدى صالح الكثير من القوة
للصمود ،
وهو في الحقيقة لم يصمد ، 
وأفصح مشهد ما بعد العاصفة عن جيش هزيل ، 
عجز عن اسقاط طائرة حربية ،
.وكشف أن بإمكانه الصمود لاشهر معدودة امام عناصر حمود المخلافي
لكنه لا يصلح بالمرة لمنازلة اسرائيل او المملكة العربية السعودية .

صالح وحيدا يعض أصابع الخيبة ، ويتحدث امام منزله المدمر 
والاجهاد يملأ روحه وفمه وعيناه .

يقول : 
تعالوا ، لمنازلتي وجها لوجه
وتعود بي الذاكرة الى شارع الستين في تعز واسترجع مشهد الجثث المتناثرة 
لمجاميع عسكرية غدت الان تتحرك بلا تنسيق ولا غطاء .

معظم افرادها تركوا بنادقهم وعادوا الى منازلهم وقراهم ..

والبقية في فم الموت !