لعلكم قرأتم أو تقرأون حديث البعض عن النهب والفيد الذي تعرضت له مدينة عدن في عام 94 ؟
اليوم أيضا هناك فتوحات قرآنية وغزوات جهادية حسينية ومعجزات هاشمية يصاحبها نهب وفيد واسع لممتلكات عامة وخاصة في مناطق يمنية اليوم تمتد بطول البلاد.
هل هذه الممارسات أحداث عارضة وتصرفات عادية أم أنها ثقافة كما يصفها البعض؟
أولا .. من المهم الاشارة لمعلومة مهمة : أغلب الوجوه التي نهبت عدن وتفيدتها في 94 هي ذاتها تنهب اليوم وتتفيد عدن وتعز وصنعاء وعمران وصعده وغيرها، ومن غاب من تلك الوجوه بسبب الشيخوخة حضر عنه اليوم أولاده !!
أعي كلامي جيدا ومستعد ﻹثباته بالاسم.
الخلاصة : هذه الممارسات القذرة واللصوصية واستباحة الممتلكات .. هي ثقافة وفكر بل وعقيدة دينية لدى أتباعها !!
ثقافة الفيد والنهب ليست جغرافيا .. بل هي فكر وتاريخ ومذهب فرض آثارة وطباعه المدمرة في مناطق معينة من بلادنا.
منذ وصل الإمام الهادي في القرن الثالث الهجري إلى اليمن عمل وابنائه من بعده على تكريس ثقافة الفيد والنهب لدى الناس.
يجوز لديهم بلا حدود نهب أموال مخالفيهم ومصادرتها واستحلالها !!.
لا يتورعون عن فرض المبالغ والاتاوة على رعاياهم خدمة ﻷغراضهم ونزواتهم !! مسمى "المجهود الحربي" نموذجا.
يعتبرون الدولة والمال العام غنيمة لهم ومصدر إثراء.
وضعوا في ثقافتهم حتى الامثال الشعبية التي تحلل الفيد !!
"إذا وزعت الدولة مرق وعي طرفك" .. أي افتح ثوبك وعاء ولو تسرب، مادام مصدره الدولة انهبه ولو لم تستفد منه.
مع الدولة شبر .. ولا مع القبيلي ذراع !!
الحجر من القاع والدم من راس القبيلي.
ما كان اصغر منك دقيته.
اللي تقدر تحمله .. شله..
كان الامام أحمد حميد الدين يعين موظفيه بمرتبات زهيدة ومن يناقشه في قلتها يقول له : دبر نفسك .. قع أحمر عين !!
وكان علي عبدالله صالح يقول للمسئول الذي يشكو عدم كفاية مخصصات نشاطه : قد ذا فعلناك مسئول او تشتي نشقى عليك !!
هذه الثقافة هي مباديء راسخة في النظام السياسي والمالي الزيدي - او على الأصح الهادوي - الذي اوغل بمخالبه قرون طوال في مناطق ومفاصل مهمة من البلاد اليمنية.
ولابد من مكاشفة هذا العفن والوقوف بوجهه بجدية.