تسيل دماء الأبرياء في الشوارع والدروب، وكلما ترقبنا نهاية للمأساة، يقول لنا البيادق والبنادق: ليس من حقكم مغادرة الدنياء بشكل طبيعي، بل مضرجين بدمائكم بعد تجرع مأساة اللاحياة في الوطن المقبرة.
من لم يفارق الحياة بقذائف المليشيات، يفترسه وباء حمى الضنك، ومن ينجوا من غارات التحالف العربي، قد يفارق الحياة في عملية إرهابية هنا او هناك.
حرب «الحوافيش» تجتاح البلد، فينزح بعض قاطني المدن الى الأرياف، وقلما يعبر بعض الناس الى دول الجوار، ويظل الغالبية العظمى من اليمنيين تحت طائلة الحرب.
وبعد فشل مشاورات جنيف يضاعف «الحوافيش» حربهم القذرة ضد تعز وعدن ولحج والضالع غيرهما من محافظات اليمن كلما زادت غارات التحالف.
تحالف «الحوافيش» يشترطوا وقف حربهم الإنتقامية بإيقاف الغارات الجوية، فيما يؤكد التحالف عدم توقف عملياتهم الجوية وهذا ما يزيد شعور المواطنين بالأسى كون التصلب السياسي يبدد كل المساعي الرامية لإيقاف الحر، وفي مقدمتها جهود الإممية.
كانت مشاورات جنيف فرصة لإعلان هدنة انسانية تخفف من معاناة المواطنين، لكن عناد طرفي الحرب يثبت عدم اكتراثهم بمغامراتهم الدموية والتدميرية على حساب بلاد لم يعد يحتمل شعبها الحرب الذميمة.
ليس في وسع الناس منع تفاقم الحرب أو تجنب الكوارث الإنسانية بعدما حكم عليهم مخالب الموت، وتجار الأشلاء العيش في بلادهم وقوداً لحروبهم الذميمة.