بقلم / وجدي السعدي
لم تكن العسكرية يوماً نجوماً ونياشين تعلق علئ الاكتاف وتزين الصدور بل هي تاريخ عز وفخر اوتضحية واستبسال سيكتبه العدو في سجلاته رغماً عن انفه يعلن فيه للقاصي والداني انه قد تجرع المراره والالم في اليوم الفلاني والساعه الفلانية وعلئ مدار اكثر من اربعه اشهر علئ ايدي ابطال في الجنوب لم تتجاوز اعمارهم الثلاثون عام ... !!
كانوا مجرد شباب صغار في مقتبل العمر تحيط بهم شهوات الدنيا وملذاتها من كل جانب لكنهم كبروا بدينهم ، تعملقوا بمبادئهم ، وتسلحوا بالاخلاص لله وحدة ثم للوطن الجنوب ، فمرغوا انف القوات الغازية القادمة من الشمال في التراب وزلزلوا الارض من تحت اقدامهم واسقطوا تلك النظريات عن مليشياتهم وقوات النخبة التي لاتقهر رغم شحة الامكانيات وفارق التسليح والخبرة الا ان الحق دوما لايهزم
كان كل شي يقاتل الئ جوارهم علئ الارض حتئ الحجر والشجر والبحر
خاض الابطال معارك شرسه لايمكن لقارئ ان يتخيلها بل لايستطيع كاتب او مؤرخ ان يكمل وصفها
قدم المئات ارواحهم ثمناً لوطن لطالما حلموا به واستبشروا بقدوم شمس الحرية ورحيل عهد الظلم والقهر الذي دام اكثر من عشرون عام
لم يكن العدو يعلم ان الذهاب الئ الجنوب هذه المره انها لخوض المعركه الاخيرة والتي لن ينجو منهم احد ..
امتلاءت الشوارع والازقه بالجثث المتحلله بعد ان تركت للكلاب والقطط وغرق البعض في البحر وهم يحاولون الهرب ضنن منهم ان باامكانهم النجاه
ودفن الاخرون في مقابر جماعية
كانت دمائهم علئ الجدران وبقاياء اشلائهم المتناثرة
لم تكن نزهه كما كانوا يتوقعون
فقد كانوا يساقون الئ الجحيم سوقاً ...
عدن مقبرة الغزاه الطامعون ولهم في التاريخ عبره ولانهم لايقرؤن التاريخ
لاقوا مصيرهم المحتوم ...
سيكتب التاريخ عن مليشياتهم وجيشهم الذي لم ينجوا منه احد والذي لم يقادر عدن الا الئ الجحيم وبئس المصير ...