------------------------------------------------- عبدالله اسماعيل
ارادت ايران ان ترسل رسالة تطمين الى ذراعها الهمجي في اليمن وخاصة بعد خيبة الامل الحوثية من تخلي طهران عنها ,والتوقيع على الاتفاق النووي الذي اعقبه صمت ايراني حيال الحوثيين بعد ضجيج واحتفال واحتفاء ,هذه الرسالة كانت عبارة عن سفينة محملة بكميات من الاسلحة ,وكانها تقول نحن مازلنا معكم .. هذا من ناحية , ومن ناحية اخرى محاولة لاختبار امكانية تجاوز الرقابة الصارمة للتحالف العربي على الشواطئ اليمنية ومدى امكانية اختراقها
العملية التي ادت الى القبض على السفينة في المنطقة البحرية المقابلة لميناء صلالة العماني - يعتبر بعيدا نسبيا عن الشواطئ اليمنية - تمت السبت الماضي واعلن عنها الاربعاء , ارسلت رسائل عكسية تماما لاهداف الرسالة الايرانية ,
اولى تلك الرسائل ان هذا العمل الاخرق اثبت قدرة قوات التحالف العربي الكاملة في ضبط الشواطئ اليمنية الممتدة على طول 2500 كيلو متر في البحر الاحمر وخليج عدن وبحر العرب الذي تحقق في اللحظات الاولى من اعلان التحالف , وهو الامر الذي حاولت ايران التقليل منه ومن جدواه اكثر من مرة وفشلت في اثباته سواء بمحاولة التضجيج الاعلامي لايصال سفينة مساعدات بحراسة قوات بحرية ايرانية الى ميناء الحديدة ثم ارغمت على التوجه الى جيبوتي للتفتيش وتسليم شحنة المساعدات هناك والتي كانت عبارة عن مواد غذائية منتهية الصلاحية , او من خلال الاعلان اكثر من مرة عن ارسال قطع بحرية ايرانية الى المنطقة , والتحذير من المساس بها مع انها قطع متواجدة قبل الازمة اليمنية ولا تقترب اطلاقا من المياه الاقليمية لليمن ..
من ناحية اخرى ستعطي هذه العملية تاكيدا واحدا للحوثيين باستحالة الاعتماد على الدعم المباشر من ايران , وان ما حدث سابقا من توريد للاسلحة عبر موانئ اليمن البحرية او الجوية في فترة سيطرة الحوثيين على مطار صنعاء وميناء الحديدة وشواطئ ميدي ,واستقبلت فيها الميليشيات الارهابية الحوثية كميات هائلة من الاسلحة – يصعب تقديرها بالدقة – هذا الامر لن يتكرر ,وان نقص الاسلحة لن تستطيع ايران ولا غير ايران تعويضه .
ان هذه العملية البائسة تقدم دلالة واضحة ايضا على المأزق الذي تعيشه ميليشيا الارهاب الحوثية ,والنقص الهائل في الاسلحة والمعدات الحربية ,ما دفع لمثل هذه المغامرة في توقيت محرج للغاية للقيادات الايرانية ,المتزامن مع اجتماعات الامم المتحدة ,والاتهام المباشر من الرئيس هادي لدور ايران الداعم لجماعة الحوثي ,وكانها تقم الدليل الدامغ لذلك الاتهام الذي نعرف كيمنيين انه حقيقة لا تقبل الجدل ,فالجماعة جعلت اولى مهامها بعد اسقاط صنعاء – قبل الجرعة والحكومة ومخرجات الحوار – اطلاق المحكومين في قضية التخابر مع ايران وجيهان 1و2 .
ثالث تلك الرسائل العكسية ان هذه العملية وبالتزامن معها اكتشاف المؤامرة الاجرامية في البحرين وقبلها ايضا خلية الكويت تؤكد على ان هذه الدولة ليست معنية باي حسن جوار مع محيطها الاقليمي ,وانها تشكل خطرا كبيرا على السلم في الاقليم والعالم , وان الجانب المتشدد منها المستند على ولاية الفقيه هو الجانب المسيطر على سياستها الخارجية ,ويجعل من التخوفات الخليجية والعربية من دور ايران الواضح في زعزعة الاستقرار في هذه الدول تخوفا مشروعا ..
هذا الامر يعلي من اهمية وقيمة التحالف العربي الذي يؤسس لمرحلة مهمة في التعامل بمسؤولية مع دولة تبذل كل امكانياتها لنشر مشروع يتسم بالهدم وخلط الاوراق واذكاء الصراعات الطائفية والمذهبية ,خدمة للحلم الفارسي في مواجهة العرب ومشروعهم الغائب ,جاء التحالف لمحاولة ملئ فراغ تحرك فيه المشروع الفارسي وحيدا لفترة طويلة ,ويبدو ان التحالف العربي وانتصاره في اليمن بداية المواجهة الحقيقية والتصدي المسؤول لذلك المشروع المدمر .