بقلم/ باسم الشعبي
لن يتمكن الحوثيون وانصار المخلوع من العودة الي عدن مجددا مهما فعلوا فعلى الرغم من عدم جدية وتهاون الرئاسة والحكومة اليمنية في ترتيب وضع المقاومة والبدء بتاسيس دعائم الجيش الوطني ابتداء من عدن والجنوب الا ان الجنوبيون لن يسمحوا للحوثي والمخلوع بالعودة للجنوب مرة اخرى كما لن يسمحوا لهادي وحكومته في المزيد من التهاون وتفكيك المقاومة واللعب بورقة المال لخلق جنوب متناحر وضعيف مرة اخرى يكون لقمة صايغة لمراكز النفوذ التي اصبح هادي واحدا منها.
المرحلة حساسة ودقيقة ومفصلية وفي كل يوم تتكشف اوراق عديدة ومهمة رغم تشابك وتعقيدات المشهد اليمني.
التحالف العربي وفي المقدمة السعودية يبذلون كما هو واضح جهودا كبيرة في حسم معركة اليمن لصالحهمها ولصالح الشرعية اليمنية التي يبدو انها غير مكترثة بما يجري بدليل ضعف ادائها وغياب الرؤية لديها للعمل في المناطق المحررة وابرزها عدن التي ما تزال تعاني من غياب الامن وضعف الخدمات والتلاعب بموضوع الاغاثة على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها دولة الامارات العربية في اعادة ترتيب المؤسسات بعدن.
ولا يمكن هنا تجاهل الخلاف الواقع بين الرئاسة والحكومة والذي القى بضلالة على عمل الحكومة التي يتواجد رئيسها وعدد من وزرائه بعدن لكن حضوره يبدو كغيابة بفعل العراقيل العديدة الماثلة امام الحكومة والتي تفتعلها دائرة الرئاسة وانصار المخلوع في حزب المؤتمر الممسكون بمفاصل الدولة والذي بات التقارب بينهم وبين دائرة الرئاسة واضحا كنوع من التنسيق المرحلي ضمن الصراع المتوحش والمصلحي على السلطة الذي اهلك البلاد والعباد وقادهما للحروب المدمرة والذي لن ينته الا بزوال هذه القوى او اضعافها وشل فاعليتها.
لن يعود الحوثيون والمخلوع لعدن مهما كلف ذلك من ثمن فمن الناحية العسكرية بات لدينا في الجنوب قوة عسكرية لايستهان بها ومقاومة مدربة بشكل ممتاز على القتال وحافز وحماس وطني لانهاء اي تواجد لاية قوات تابعة لمراكز النفوذ والفيد في الجنوب ومنعهما من العودة مجددا فضلا عن حماس ونزوع مماثل للدولة والنظام المدني رغم العمل الخبيث للايادي العابثة التي ما تزال تعمل لبعثرة اية جهود تنشد البناء والامن والاستقرار.
على هادي ان يكون شجاعا في المضي بمشروعه الى التحقق ان كان فعلا لديه مشروع وطني رغم الشك الذي يراودني تجاه ذلك فمحاولة ارضاء الجنوبين مرة والشمالين مرة اخرى لايخدم اليمن الاتحادي الذي ينادي به فهو يقول للجنوبين المطالبين بفك الارتباط انا معكم وعليكم فرض مشروعكم على الارض ويقول للشمالين انا معكم في فرض الوحدة وفي كلتا الحالتين يغيب المشروع الوطني الذي يلبي تطلعات الجميع ويحضر مشروع القوة الذي ربما بات هادي يلعب بها كورقة يظل ممسكا بها ليحضر كمصلح ورجل اطفاء حرائق كسلفه لعله يستمر وقت اطول.
المرحلة تحتاج رؤية واضحة وشجاعة كافية لاخراج البلاد من المازق الواقعة فيه واستغلال جيد لدعم دول التحالف لمصلحة البلاد لا لمصالحنا الخاصة ونوايانا السيئة التي نبيتها ضد بعضنا علينا ان نرتقي قليلا الى مستوى المسؤلية وان لا نجعل من ماسي شعوبنا وويلاتها فرصة ثمينة للعيش الرغيد في الخارج او للتسول امام ابواب المشائخ والامراء طلبا للمال والحظوة.
ان الحوثيون وحلفائهم لن يعودون لعدن وكذلك المتاجرين بالام شعوبهم ايا كانوا سياسيون او مثقفون او غيرهم لايستحقون العودة لعدن ايضا..!!
باسم فضل الشعبي
رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا واﻹعلام