عزوز السامعي
فكرة رحيل العظيم نائف الجماعي غير واقعية
فكرة رحيل العظيم نائف الجماعي غير واقعية وليست قابلة للتصديق إلا باعتبارها تجسيدا لميوعة العيش في ظرف تاريخي تتشكل أحداثه وفقا لمزاج عصابة واتجاهات ظل بندقيتها .
أما أنا فأشعر بأن قلبي يتصلب شيئا فشيئا كلما جالت بخاطري هذه الفكرة اللعينة ، وأجزم أن حالة الخدر التي تسكنني الآن ستأخذ مداها الغامض ، ثم سأفيق بعدها على عويل خانق في داخلي :
يا لفداحة الخسارة ، خسارتنا بك يا نائف .
أعرف تماما أنني أكتب الآن دون وعي حقيقي بفداحة هذه الخسارة ،
بعيدا عن فلسفة الشهادة يمكن القول أن رحيل العزيز نائف الجماعي هي أكبر فاجعة تشهدها اليمن منذ سقوط صنعاء في يد المليشيات .
صدقوني :
ليس هناك أكثر خسارة من أن يفقد بلد مغتصب ، بلد بلا رجال ، ولا كرامة ، رجل نقي، وممتلئ بالإخلاص والحب كنائف الجماعي .
وسط حشد من الموجوعين ستكتشف أن نائف أكبر من مجرد رجل أعمال صب كل أرصدته المالية في صناديق التبرعات ، إنه ظاهرة اغتالتها الأيادي الآثمة قبل اكتمال ملامحها ، ربما بعد عقد من صبيحة الرحيل الصاخب ، كان بإمكان طفل في أقاصي قرية نائية أن يلهج باسم نائف الجماعي كأي ظاهرة وطنية غزت شهرتها كل البراري والأرياف .
رحل نائف الصديق وتركنا لوحشة النشيج ، نفكر فيما إذا كان من اللائق حقا الاعتقاد بأن رأس سيد الحوثيين يمكن أن يشكل حتى نصف الثمن الذي يفترض بهذه الجماعة أن تدفعه في مقابل شهيدنا الكبير.