صلاح السقلدي
قالت السيدة توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام في منشور لها على صفحتها بالفيسبوك : (لم يغادروا عدن ولم يتم اسرهم او قتلهم، فقط غيروا اللافتات وتحولوا الى قاعدة ودواعش، عن ميليشيا الحوثي والمخلوع اتحدث).أنتهى المنشور.
كلام مثل هذا يحمل في طياته ألغاما وفي ثناياه قنابل وشظايا, وله خطورة لا حدود لها, ليس فقط ضد الشماليين بالجنوب ممن اسمتهم السيدة توكل بمليشيات الحوثي والمخلوع, بل وعلى الجنوبيين انفسهم, ان انجروا بعفوية وغباء وراء مثل هذا المنطق واعتبروه موافقة واعتراف من شخصية شمالية مهمة بان كل مواطن شمالي بالجنوب إرهابيا, خصوصا وأن هذا كلام يأتي من لسُــن حاملة أكبر جائزة بالعالم.!
فمع يقيني ان مثل هذا الكلام يندرج ضمن المماحكات السياسية المحتدمة هذه الأيام بين طرفي الحرب اليمنية فان خطورته فادحة ليس فقط على الشماليين, بل وعلى الجنوبيين أيضاُ.
فالخطورة التي تطال الشماليين من مثل هكذا قول هي أن هذا الكلام يعد اتهاما صريحا من شخصية شمالية كتوكل كرمان بان كل من يقف وراء الإرهاب في عدن هم شماليو الانتماء وأن كل شمالي بعدن هو محارب وينتمي الى قوات الحرس الجمهوري والأمنين القومي والمركزي, ومقاتلين حوثيين وفقا لذلك المنشور أيضا, ما يعني ذلك انه من حق الجنوبيين ان يضعوا كل شمالي موجودا بالجنوب تحت طائلة الاشتباه والتحقيق والتفتيش والتوقيف. نقول كل شمالي سواءً كان من اتباع المخلوع او الحوثي او الاصلاح او الناصري او مواطن لاحول له ولا قوة يتواجد بالجنوب وفي عدن بالتحديد, حيث انه من الصعوبة بمكان على الجنوبيين التمييز بين كل الشماليين, مَـن منهم ارهابيا مخلوعا ومن منهم بريئا؟.
أما خطورة مُثل هذا القول التوكلي على الجنوبيين فهو انه طُعم يستدرجوا من خلاله الى مربع الاعتداء والتنكيل بالشماليين دون تمييز, وبالتالي يكونوا- أي الجنوبيون- قد وقعوا في مربع الاتهام بالعنصرية والإجرام والعدوانية في نظر كل شمالي وفي عيون العالم كله وبالذات العالم الحر, وحينها سيجد الجنوبيون أنفسهم في مواجهة مع الدول والنخب العربية المتعاطفة مع القضية الجنوبية وفي مواجهة مع الشمال بكل قواه من نخب مدنية وإعلامية وصحفية وسيصطف هؤلاء جميعا وعلى رأسهم توكل كرمان ضد كل جنوبي, مستهدفين بذلك القضية الجنوبية برمتها وهو المطلوب لهم ويتم توظيف مثل هذه الاخطاء بشكل خطير ضد الجنوب برمته.
ولتفادي ذلك وجب على الجنوبيين التنبه من الوقوع في مثل هكذا شراك وفخاخ خطيرة تخرجهم عن مسار سكة قضيتهم الجنوبية التحررية وتضعهم في خانة القوم الفوضويين الرعاع.!
*حكمة: عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان.