ظلمنا محمد سالم باسندوة كثيراً حينما كان يظهر أداة غيره، لكنه على الصعيد الشخصي إنسانا نزيهاً مقارنة بفساد اوغاد عصابة الحكم ومراكز نفوذها.
عام من الحرب، والانقلاب، وفساد مسؤولي الشرعية تذكرنا بوطنية وصدق باسندوة، وتشعرنا بفداحة تحاملنا عليه بدون قصد.
كانت مواقفنا ضده صادقة في مرحلة الوفاق، ولم ننتقده بدوافع انتهازية مقيتة، ولكن طبيعة تلك المرحلة كانت تدفعنا لإنتقاده بمنأى عن التمييز بين مسؤولياته وعلاقته بالآخرين.
تعود كارثة الوفاق إلى واقع بشاعة تقاسم إدارة البلد بين ثورة مضادة، وقوى ثورية لم تكن مخلصة لأهداف ثورة 11 فبراير بقدر فسادها على حساب تضحية شعب.
فارق تغلل طرفي الوفاق داخل مؤسسات الدولة مكن المخلوع في إيصال البلد إلى وسط سرداب الحوثي، وبعد ذلك الإنقلاب على العملية السياسية بتوقيت لم يسعف أحد على وقف ذلك المخطط اللعين.
بعد سنوات الوفاق، انتقم المخلوع من إرادة الشعب اليمني على رأسهم مقدمتهم قوى ثورة 11 فبراير، وتوج كارثته بإشعال اقذر حرب مستمرة إلى يومنا هذا.
عذراً باسندوة، لقد كنت ضحية حسابات سياسية كارثية عصفت بالبلاد، ولم يكن بمقدروك وحدك تغيير واقع قذر بعد تخلى جميع أطراف الوفاق عن واجبهم الوطني والأخلاقي.