نصر صالح محمد
إذا أردنا استقراء ماهية الإرهاب ومدلولاته من ذلك المنظور؛فلا بد أن نسلم بوجود الحول الفكري الذي أنجب القراءة الجائرة في صدد التقييم لتلك الجماعات الإسلامية،والتيارات الدينية في حاضرنا.
حيث أن تلك السياسات-التي تتصرف بجور إزاء كل ما عجزت عن إخضاعه لمشروعها-مازالت توسع زاوية حولها،وتسير العوج ذاته..فتستهلك قدراتها في ضخ الاتهامات،ونهج حملات التشويه؛التي تبررها باجتثات جذور الإرهاب المزعوم-وكماهو في نظرها-وليس لديها قانونية تشرعن ماتقوم به؛سوى تضارب الآراء،واختلاف التسويغات
،وغير ذلك من التكهنات المتناقضة، والتي تعكس خللا في منهجية التفكير،وطرائق التحليل لديها.
كل ذلك لم يجعل لها هما أو استراتيجية؛غير محاولة اغتيال الوجود الإسلامي-كالأخوان المسلمين،وكل فكر انتهج الوسطية الداعية إلى تشييد واقع إسلامي-لتعزله عن الحياة العامة وتعلن حربا يعطى بعدا دوليا،تقوده أمريكا لمكافحة الإسلام عفوا الإرهاب!
وتغض النظر عن الإرهاب الحقيقي وما أنتج من واقع مترد في هذه المرحلة؛ثم إننا لا نجد جوابا حينما نتساءل عن الدوافع لهذه المواقف
،التي حددت من هذه الجماعة،وتلك التصرفات التي هي في حقيقة الأمر ذرائعية تعتمد على أسلوب الإجحاف والانصياع للرغبات الغربية؛يصاحبها غباء يكشفه هراء تلك التصريحات الإعلامية التي تتكرر بين البلاهة والبلادة حينا، وبخبث ومكر أحيانا!
مع أن الجماعة لم تكن قد اجترحت ما يمكن أن يصنف بالإرهاب،ولم تنتهج من ذلك شيئا كونها حاملة لمبدء وسطي خالص؛لاتستطيع الإنفلات مما يدعوها إليه ويرشدها له .
ولا يخفى ما حل في مصر من نموذج يعبر عن عدم تهورها..حينما همش دورها،وأقصي..وجودها
ووصلت إلى ماوصلت إليه وكان وراء كل ذلك تلك اليد الإمارا...يكية!
من خلال تدبير المؤامرات-وقتئذ-للإطاحة بالحكومات القائمة وتغيير أنظمتها السياسية إلى غيرها من المؤامرات،والمكائد السياسية الظالمة.
ثم تأبى بعدها إلا أن تعلن حربا ضروسا-ضد هذا الوجود-يكون سلاحه الإعتقالات والتشويهات الكاذبة كما هو الحال.
كم نحن بحاجة إلى الموضوعية السياسية والعدالة الفكرية.
أفلا تعقلون!
أفلا تعدلون!.