بقلم : موسى المقطري
لم يعد خافياً اليوم أن ما يقوم به أفراد الحزام الأمنى في النقاط المحيطة بالعاصمة المؤقتة عدن هو مأساة بكل تحمله الكلمة من معنى بحق الوطن أولاً ، ورفقاء النضال ثانياً .
هناك الكثير من الغموض والضبابية حول ما تسمى قوات الحزام الأمني ، والتي تنفذ اجندة لا تخدم الوطن والمواطن ، لكنها تصب في سبيل إذكاء روح المناطقية وزرع الفرقة والتشت بين ابناء البلد الواحد .
استبشر اليمنيون خيرا باعلان عدن عاصمة مؤقتة ، وإليها توجه المناصرون للشرعية على أمل ان يجدو الحضن الدافئ بعد أن اضحت العاصمة صنعاء مختطفة بيد مليشيا الانقلاب الحوفاشي ، لكن موجة من التهجير والمنع من دخول عدن طالت ابناء المناطق الشمالية ، ونالت محافظة تعز الحظ الأوفر من موجه التهجير والمنع من الوصول للعاصمة المؤقتة .
اكتوى اليمنيون بنار الانقلاب فتوجهو نحو عدن عاصمة الشرعية ، لكنهم وجدوها موصدة في وجوههم ، وعلى مداخلها تهمٌ جاهزة بالعمالة لكل من لا ينتمي لمحافظات الجنوب لا تفرق بين مقاوم للمليشيات ، اوهارب من جحيمها ، أوباحث عن لقمة العيش .
يتداول الناس قصصاً مأساوية لممارسات قوات الحزام الأمني في حق الراغبين في الوصول للعاصمة المؤقتة عدن ، ولاتمر ساعة من زمن إلا وتصلني مناشدات لمؤسسات الشرعية للتدخل ومنع استفحال الكارثة ، وبدوري أدعو الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء وكافة وزراء الحكومة ومحافظ عدن ومدير أمنها لمعالجة الإشكال ومحاسبة المتسببين ، والتصرف بما يليق بعدن التي نحبها وتحبنا .
لكم أن تتخيلوا أنه اصبح اليوم الوصول إلى الرياض أسهل وابسط من الوصول إلى العاصمة عدن ، والتهم التي يتلقاها اليمنيون على يد قوات الحزام الامني في مداخل المحافظة كافية ليكفروا بالشرعية ورموزها ، وعدن المبتلاة بحزام القهر تفتقد روح التعايش التي اينعت فيها منذ القدم .
عدن التي عادت إليها روح الشباب بإعلانها عاصمة أضحت تشكي بثها وحزنها إلى الله ، ورفقاء النضال ضد الانقلاب اصبحوا فجاة سجانين لها ، واضحى اليمنيون عملاء! وخونة! .
أكرر ندائي للعقلاء بالتدخل ووضع حد لمممارسات قوات الحزام الأمني ذات الأجندة المشبوهة ، وإعادة عدن إلى مربع الوطن الكبير الذي يتسع للجميع ، وعدم اتخاذ الإجراءت الامنية كذريعة للانتقاص من حق المواطن اليمني في التواجد على اي شبر من هذا الوطن .
دمتم سالمين .