.
بقلم : موسى المقطري .
يوماً بعد يوم يؤكد الانقلابيون رغبتهم المحمومة في الإبقاء على إنقلابهم المشئوم وكل ما ترتب عليه ، وأخر خطواتهم كانت تشكيل مجلس إنقلابي بديل عن اللجنة الثورية لإدارة المناطق التي يسيطرون عليها .
المجلس الذي تشكل مناصفة بين الحوثيين والمؤتمر (جناح المخلوع) جاء بعد مطالبات من المخلوع وجناحه بإلغاء اللجنة الثورية التي أحس أنها سحبت البساط من تحته لحساب الحوثيين .
الخطوة هي أعلان رسمي عن عدم نية الانقلابيين ومليشياتهم الإستجابة لداعي العقل والسلام ، والتعامل بايجابية مع فرص التفاوض التي يوفرها المجتمع الدولي ،وتسعى الشرعية عبرها لتفادي المزيد من الخسائر .
هذا الإعلان دق المسمار الأخير في نعش مفاوضات الكويت وجميع المساعي الرامية لاقناع الإنقلابيين بالتراجع عن افعالهم ، وتسليم السلاح ، والدخول في عملية سياسية يشارك فيها الجميع ، بعيدا عن الاستقواء بالسلاح لفرض الخيارات الساسية .
بات معلوماً لدى الجميع في الداخل والخارج أنه منذ بداية الدخول في جولات المفاوضات المكوكية وكل المؤشرات تدلل على عدم نية مليشيا الانقلاب الاستجابة لداعي السلم والتعايش ، ونيتها الواضحة في كسب الوقت وترجيح كفتها كسلطة أمر واقع ، ومع هذا لا يمكن إغفال أن الشرعية والتحالف حققت مكاسب عسكرية على الواقع بفضل الله اولاً ثم بجهود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، ومن خلف الجميع دول التحالف العربي بقيادة الرائدة المملكة العربية السعودية .
يجب أن تؤمن الشرعية ومن خلفها التحالف أن لابديل حالياً عن الحسم العسكري لاستعادة ما تبقى من البلد ، وفرض هيبة الدولة الشرعية ، والتخلص من المليشيات ، وارغامها على تسليم السلاح والانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة ، والاحتكام لخيارات الشعب المتطلع لدولة مدنية توفر العيش الكريم والعدالة والحرية والمساواة .
ينبغي اليوم ان يتجه الجميع إلى البناء على ما تحقق واستكمال عملية التحرير بالحسم العسكري كخيار وحيد ، وإقامة دعائم الدولة الحديثة والإعراض كلياً عن الانشغال بمفاوضات عبثية لا تحقق انجازاً إلا إطالة عمر الإنقلاب ، والاستمرار في هدم دعائم الدولة ، وبناء المليشيات الطائفية .
ينبغي ان يكون ما تم من إعلان جديد لمجلس "الحكم" نقطة فارقة لتغيير تعامل الشرعية والتحالف مع الوضع ، ورسالة واضحة تلتقطها جميع الاطراف فحواها أن أي محاولة لفرض خيارات السلم ستصطدم بتعنت مليشيات الانقلاب بطرفيها ، وأن لا خيار إلا الحسم العسكري .
لدي أمل أن تلتقط الشرعية ويلتقط التحالف هذه الإشارات ويتجه الجميع لما يحقق لليمنيين استعادة دولتهم ارضاً وإنسانا وكياناً يستظل الجميع في أفيائه .
دمتم سالمين .