بقلم : موسى المقطري
عاشت البلد ولازالت تعيش مرحلة اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية مع اختلاف في المواعيد بين المناطق المحررة والأخرى التي لازالت قي قبضة المليشيات الانقلابية .
إلا أن ما لم يختلف هو حالة طغيان ظاهرة الغش في مختلف المناطق وجميع المحافظات دون استثناء في صورة تضيف مزيداً من القتامة على المشهد اليمني الغارق في حرب استرداد الشرعية ، وأخرى مضادة لحماية الانقلاب .
في بلد يعيش حالة كهذه ينظر الناس لعملية الاختبارات كعملية روتينية لا تعنى للجيل إلا العبور لمرحلة تعليمية جديدة ، في حين أنها الوسيلة الوحيدة في نظامنا التعليمي لقياس مستوى تحقق الأهداف من عملية التعليم والتعلم في المدارس .
ليس من العدل إطلاقا أن تُظلم أجيالنا بافراغ الاختبارات من مضمونها الحقيقي ، وسنظل لعقود وربما لأكثر نعاني من أثار هذا الافراغ والتساهل ، وسيدفع الجميع أفراداً ومؤسسات في البلد والأقليم فاتورة صعبة ستجعلنا في المؤخرة بين الأمم والبلدان .
يجب أن تتوقف هذه المهزلة ويخضع الطلاب لاختبارات توفر المقياس الحقيقي للتحصيل ، والذي سيجعلهم ويجعل مدارسهم أكثر حرصاً على تحصيل المهارات والمعارف اللازمة للانتقال الى مراحل جديدة في السلم التعليمي ، وبالتالي سينعكس هذا الحرص في رفع مستوى المسؤلية ومدى تحملها لدى الطلاب والمعلمين كأفراد والنظام التعليمي كمؤسسات .
ليس لدىَّ أدنى شك في أن السبب الرئيسي الذي أوصل نظامنا التعليمي للردائة واختبارات ابنائنا الطلاب للمهزلة هو تركة سنوات من التدمير الممنهج الذي انتهجه نظام صالح وخاصة خلال السنوات الأخيرة من حكمه المشئوم ، وهي كفيلة أن توصلنا لهذه النتيجة ، فقد عايشنا مرحلة استهدف فيها صالح ونظامه مؤسسات التعليم وأفرغها من مضمونها عبر تغيير شامل وكامل للكادر الذي يديرها واستبداله بشخصيات فاسدة من راس الهرم التعليمي في البلد وحتى حارس المدرسة ومسؤل المفاتيح فيها .
هذا الكادر الفاسد الذي لا يمتلك أي مواصفات إلا الولاء لصالح وحزبه ونظامه جلب الفساد المالي والاداري والأخلاقي لمختلف مؤسسات ودرجات النظام التعليمي في البلد ، وادخلنا في هذه المهزلة ولايزال يجرجرنا فيها .
اليوم ومع طغيان الفوضى واستفحال الغش بطريقة لافتة ومزعجة ينبغي التفكير في بدائل جديدة كاملة أو جزئية لعملية الاختبارات التقليدية والبحث عن وسائل قياس وتقويم بديلة ، والانظمة التعليمية الحديثة تزخر بمثل هذه البدائل .
سنتوق لمستقبل أجمل لاجيالنا اذا وجدنا ان هذه المشكلة تشغل حيزاً من تفكير القائمين على الحكومة الشرعية التي نطمح ان تزيل أثار سنوات عجاف وصلت فيها البلد حضيض الحضيض في جميع المجالات ، والقادم اجمل بإذن الله .
دمتم سالمين ..