عمار بن ناشر العريقي
الكل يبكي ويندب الحظ العاثر والكيد الماكر الذي يطال محافظتنا الجميلة وعاصمتنا الحبيبة (عدن ) .
هذه العاصمة التي كانت ومازالت تعاني من نير الاستعمار البريطاني فبطش الجبهة القومية والحزب الاشتراكي وفساد نظام المؤتمر العفاشي ثم تحالف الانقلاب الحوثفاشي .
فما أن ابتهج الناس بالتحرر من العدوان .هذا التحرر الذي كلفهم غاليا وتبوأ شرف البذل والتضحية أهل العلم والدعوة والمقاومة والقوى الشريفة وعموم الشعب الا الخونة منهم، حتى تفاجأ الناس بأن التحرر لم يتم فعلا؛ وذلك لغياب الأمن وعدم الرغبة في قيام المؤسسات من مطار وميناء ومصفاة وبنك مركزي والخدمات في الماء والديزل والكهرباء ونشوء الكيانات الموازية ذات الطابع المليشاوي بما يصب في مشروع( الفوضى الخلاقة). كما يأتي استهداف العلماء ورموز المجتمع واتساع نشاط مليشيات الغلو والاغتيال وإثارة النزعة العنصرية والمناطقية والتهجير القسري اللاانساني بما يخدم ولاشك مشروع الفوضى وإعادة الحكم الشمولي والاحتلال الحوثفاشي وأعداء الإسلام والوطن عامة والجنوب والمحافظة الحبيبة خاصة.
إن الواجب ليملي على كل الأحرار والشرفاء التنبه والحذر من هذه المؤامرة بدعم واستمرار الأهداف التي قامت عليها الدعوة والمقاومة وهو يتلخص في تحقيق مطلب الأمن والاستقرار و استعادة الدولة وهو بالتعبير الدقيق (السلطة ) حيث لم تعرف البلاد معنى الدولة منذ نشأتها للأسف .
ويمكن تلخيص المعالجة لهذه الأزمة بالآتي :
1) ففي المجال السياسي
يتمثل مخرج الأزمة في دعم الشرعية على علاتها ودعم قيام مؤسسات الدولة والتحالف وجهود القيادة في مواجهة الانقلاب وتعزيز التحالف بين المكونات السياسية وحشد كافة القوى الحية والكفؤة دون إقصاء لفصيل منعا من إعادة إنتاج واستنساخ لأساليب كانت المؤجج لقيام الثورات والقضية الجنوبية ومنع تولية غير أهل الكفاءة والأمانة .
وبالنسبة للقضية الجنوبية فلابد من تبني الحل العادل والعاجل لها وإبراز دور الحراك المعتدل المعتبر للشرعية و المتبني للمبادرة الخليجية وفق مخرجات الحوار.
2) وفي المجال الدعوي
فلا مناص من جمع كلمة العلماء ومجابهة الحملات الممنهجة والمنظمة المضادة لهم أمنيا وإعلاميا بتوفير آليات للدفاع عنهم وحمايتهم لضمان استمرار نهج دعوتهم المعتدل لما لايخفى من عود كل الأزمات إلى اختلالات في الإيمان والأخلاق والوعي والضمير. ولابد من تفعيل الدور الإعلامي الشريف و تبني البلاغ المبين في محاربة كل الدعوات المكرسة لثقافات الغلو والعنف والكراهية والإقصاء والعنصرية والعصبية الحزبية والمذهبية والمناطقية وتصحيح المفاهيم الشرعية وإبراز دور (اتحاد علماء المحافظات الجنوبية).
3) وفي مجال المقاومة
فلابد من رد الاعتبار للمقاومة الشريفة التي تحظى بالثقة والقبول العام والمصداقية لدى أبناء عدن والجنوب عامة
واستعادة مجلس قيادتها وإبراز دوره المشكوروالسعي الجاد إلى دمجها في مؤسسات الدولة وتعويض أسر الشهداء وتوفير العلاج للجرحى وإبراز دور العلماء والجمعيات والأحزاب السياسية في دعم المقاومة سياسيا وإعلاميا وإغاثياكما هو عسكريا .وهو دعم ينبغي أن يشمل البلاد عامة والمجاورة للحدود خاصة لما لايخفى من أن حماية الحدود ضمان لأمن المحافظة من كل صور الاختراق.
إن تحديات مابعد النصر والثورات أصعب مما قبله لما يختلجه من بقاء جيوب وتجار الحروب ونشوء عصابات ومليشيات مسلحة وأصحاب المصالح الانتهازية والمشاريع المشبوهة السياسية المتصارعة ومختطفي الثورات لسرقة النصر .
إن العمل لاستنقاذ المحافظة مسؤولية الجميع إلا أن المسؤولية الأولى تتأكد في حق التحالف والمملكة والشرعية خاصة .ويبقى الأمل الكبير في الله تعالى ثم في جهود المخلصين من المصلحين حتى تعود #عدن -عاصمتنا الحبيبة.
اللهم من أراد محافظتنا الجميلة وبلادنا الطيبة وسائر بلاد المسلمين بسوء فأشغله ياجبار في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره ياسميع الدعاء.