موسى المقطري
منذ عقود ابتليت العربية السعيدة !! بواقع غلب عليه الصراع ، وما تكاد تمر سنوات سمان حتى تسحقها سنوات عجاف تاكل الاخضر واليابس ، وتنسي هذا الشعب المسكين كل لحظات السعادة في حياته .
ناضل أجدادنا كثيرا وأملهم أن يجني الأبناء الثمرة ، واستمر النضال ، ودخلنا فيه وعيننا على المستقبل ، وكلنا أمل ان تجد الأجيال القادمة ما يسعدها .
وفي كل جولة يبدو الشفق ، ويكاد الفجر ان يطلع ، فيتبدل الحال ونعود من جديد إلى حالتنا السابقة ، وكأن لعنة التاريخ اصابت هذا الشعب الصابر .
لست هنا لازرع اليأس لكني لأشكي الهم ، فكلما أردنا ان نتقدم تأخرنا ، وكلما حاولنا ان نسير وقعنا ، وفي كل مرحلة ندفع ضريبة موجعة تمنع احلامنا أن تتحقق .
في الستينات استفاق الأباء على واقع مرّ فانعتقوا منه ، لكن لصوص الثورات ومتسللي الأحداث سرقوا الفرحة ، وعدنا للتراجع من جديد مع اختلاف في المسميات وتباين في الوجوه .
ظهر النفط في المنطقة فصنع الرفاه في شعوب الاقليم ، لكنه لدينا صار ملكية خاصة ، واضحى وسيلة لشراء الولاءات والاسلحة لقمعنا ، أما نحن فلم نتذوق منه إلا الأسى وأمراض غازاته وبقايا تكريره ، وزاد أن ووقعنا ضحايا في طريق الصراع على عائداته .
تكلم العالم كله عن موقعنا الاستراتيجي ، وانه سيدر علينا ذهباً ، وسياخذنا العالم على كفوف الراحة ليبقى اقتصاده في امان ، وتجارته في توارد ، لكن كفوف الراحة ذهبت لأصحاب المعالي ، وبقى الشعب يرزح في جهله ومرضه وصراعاته .
يكافح الشعب كثيرا ليعيش وتغيب الدولة بكل معانيها وخاصة الخدمي منها ، ويسرق الكبار أحلام الصغار ، ونعيش تقتلنا هموم العيش ، والتعليم ، ومصادر الرزق ، وهو نفس الحال الذي عاشه الأباء والأجداد .
ثالثة الأثافي أننا اضطررنا للدفاع عن حقنا في العيش ، وحريتنا في الاعتقاد ، ونسينا حقوقنا الأخرى ، ودخلنا في صراع بقاء ضد مليشيات تعتقد أنها الاحق بالعيش والكسب والقرار ، وان ما سواها خادم لها لا غير .
هذه هموم تقتلنا منذ القدم وتدمر قدراتنا في الإبداع والإنجاز ، فيما تشير كل الدلائل ان تركيبتنا الإبداعية ونسبة ذكاء اطفالنا هي الغالبة على مستوى العالم ، وبهذا الحال فقدنا قدرتنا في الإسهام في رقي الإنسانية وتطورها ، وتقديم صناعات واختراعات وأفكار تخدم البشرية ، وتساعد في تطورها .
بين الحين والأخر يبدوا لنا بعض الضوء في آخر النفق لكن سرعان ما تبدده تداخلات السياسة ، وتشابك المصالح ، واستفراد الأقوياء بالقرار ، وليس لنا إلا الانتظار لعل في الآتي شيئا يبهج، وسنظل نعتقد كأجدادنا اننا نناضل ليرتاح الأبناء .
دمتم سالمين ..