لاشك أن من سطروا الميثاق ووقعوا عليه لم يكن يدور بخلدهم أو يتوقعوا له هذا الصيت الكبير والانتشار الواسع ، وتلك عاجل بشراهم .
وقد أسهمت الحملة المضادة في ذلك الانتشار ، فالشكر لها موصول .
وثمت انتقادات أخرى ناصحة وبناءة ، مشكورة أيضا ساهمت في إثرائه وثالثة طالبت بتوسيعه ليشمل مكونات وفئات علمية ودعوية ، لها حضورها في المجتمع .
ومن هنا أحببت إيضاح أمور تجاه الميثاق أجملها فيما يلي :
1/ انه جهد بشري يعتريه الخطأ والزلل ، ولم يدع واضعوه العصمة فيه .
2/ انه خطوة إيجابية منحت واضعيه الحافز والدافع للمضي بخطوات تستكمل بها طريق جمع الكلمة وتوحيد الصف .
3/ لاينبغي الإفراط في التوقعات من حيث تطبيقه في ارض الواقع، فإن ذلك ليس بالسهل ، ويحتاج إلى وقت لاستيعابه وتوضيحه للأتباع والطلاب ، والترفع عن أهواء النفوس وأطماع الذات .
4/ كما لاينبغي التهوين منه أو التزهيد به ، فإنه لو لم يكن فيه إلا إعطاء مؤشر بإمكانية الاجتماع
بعد الفرقة ، والتقارب إثر التدابر ، والتكامل لا التآكل ، لكفى ، كيف وفيه الخير الكثير .
5/ المادة30 في (مودة آل البيت) والتي كان لها النصيب الأكبر من الجدل ، اجزم أن لو كان النقاد من العلماء والدعاة حاضرين لما وسعهم إلا ماوسع إخوانهم ممن تحفظوا عليها ، وأمروها للمصلحة الراجحة في اجتماع الكلمة .
6 / لقي الميثاق صدى واسعا وترحيبا كبيرا في أوساط المجتمع اليمني والسعودي خصوصا والعالمي عموما ، مما يثقل كاهل واضعيه ، ويضعهم امام مسؤولية عظيمة للسعي في تطبيقه واقعيا .
7/ الحملة المضادة لم تكن في مواد الميثاق ، لأن أهلها لم يقرؤوه ، إذ شنوها قبل صدوره ، بل وجهوا حملتهم تجاه حملته وواضعيه ، مما يعطينا الدلالة الواضحة القاطعة ، على أنهم شرقوا باجتماع العلماء والدعاة ، وأن هدفهم الحقيقي هو إفشال كل ما من شأنه جمع الكلمة ووحدة الصف .
وهذا درس عظيم منحونا إياه مجانا ، وهو أن اجتماعنا يؤرقهم ، وفرقتنا تفرحهم ، فشكرا لهم مرة أخرى .
8/ منح الانتشار الواسع للميثاق الإعلام أهميةوقيمة ، تحتم على العلماء والدعاة الاهتمام به . وإنشاءجبهةإعلاميةمتخصصة ضمن مكونهم ، لنشر كل مايريدون نشره وشرحه وتوضيحه .
9/ أسأل الله تعالى أن يأخذ بنواصينا لما اختلف فيه من الحق ، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفهم ، ويؤلف بين قلوبهم ، ويصلح ذات بينهم إنه سميع قريب مجيب ...آمين .