من المبكر جدا الحكم على الأفكار التي قدمها كيري في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الجبير بعد لقاء جدة .
كل ما يمكن ان نستخلصه من الحديث هو انه لا بد من إنهاء الحرب بالاستناد الى العامل الإنساني الذي يزداد سوءاً بسبب تجاهل الحل السياسي من قبل تحالف الانقلابيين والاصرار على السير في هذا الطريق وهو ما أشار اليه كيري بذكر الحوثيين وإهمال صالح .
تجاهل صالح هنا يدل على ان كل ما يقوم به من اعمال لا تعني بالنسبة المجتمع الدولي سوى انها مشاغبات لا تشكل دافعا للاعتراف به كلاعب أساسي في الحل ، والحقيقة انه أياً كانت الملاحظات على بعض الصياغات إلا ان التأكيد على الحل الذي ينهي الاسباب التي أدت الى هذه المأساة وهو موضوع السلاح قد تم تناوله بقدر ما من الوضوح ..السلاح المنفلت هو سبب هذه الكارثة وهم مكون من شقين السلاح الذي بيد المليشيات الحوثية والسلاح الذي ظل موال للفرد بدلا من الدولة .. ولا يمكن ان ان يكون هناك حل مستقر دون ان يصبح هذا السلاح بيد دولة ترعى أمن البلاد وتحافظ على استقراره وتحمي مصالحه .
وهناك مسالة مهمة وهي أهمية ان يبقى اليمن بمنأى عن ربطه بتسويات اخرى أكثر تعقيدا في الحسابات الدولية .. لا ننسى خطاب صالح الأخير الذي باركه حلفاؤه بشأن اغراق اليمن في مثل هذه التسويات المعقدة واستدعاء العوامل المنشئة لها بكل طيش وخفة .
لتقييم نتائج لقاء جدة والأفكار التي استعرضها كيري لا بد من انتظار الصياغات النهائية للخارطة التي ستنعكس فيها جملة هذه الأفكار وعلاقتها ببعضها البعض .. ولا بد في هذه الأثناء من دعم بناء الموقف المناهض للانقلاب بخطوات لا تبقي اي قدر من الشك في ان البلاد يسير فعلا نحو مستقبل أمن ومستقر ، وما ينتظره الناس في الوقت الراهن هو الرؤيا الاستراتيجية المشتركة للحكومة والاشقاء التي تحمل الاجابات على الاسئلة المتعلقة بهذه المسألة ..