حالة الانتفاخ الظاهرة لا يضاهيها شيء لديهم (اللي على بالي، بالكم).. وحالة الانكسار أسوأ مما يتصوره البعض!، هل يعتقدون أن هذه مجرد " زيارة روتينية "، وأنها تأتي بعد أن اثبتوا وجودهم، وإن كان السيد كيري وصف ملفه الذي حمله معه بـ " المقاربة "!!
" المقاربة " واضحة، وضوح العيان، لا يمكن لأقلية أن تحكم أغلبية.. والرئيس هادي شرعي وكذلك حكومته...!
اعتقد أنها الفرصة الأخيرة، إن جاز التعبير للانقلابيين.. السلاح، مقابل أن يكونوا شركاء في العمل السياسي السلمي والمدني، ما لم، فإن كل الاحتمالات مفتوحة وكل الخيارات متاحة!
لست مع المشككين في الموقف الأميركي، فواشنطن تعرف جيدا تبعات مواقفها، لكنها، في المقابل، تعرف، أيضا، طبيعة المجتمع اليمني وتركيبته السياسية والقبلية والمذهبية والمناطقية.
لكن باعتقادي أن أي رهان على الحوثيين، خاسر لا محالة، فما يطبخ في صنعاء، أسوأ من سيناريوهات " داعش " في العراق وليبيا وسوريا.!
الرئيس هادي أكثر الناس هدوء، وأكثرهم ثقة ومعرفة بكل السيناريوهات...!
أمن المملكة " خط احمر "، بالنسبة للولايات المتحدة، وما يوصف بقصف المدنيين، فكل التقارير تتحدث عنه من الأرض، فما هو حقيقي، يمكن الحديث عنه في ذات الإطار، وما كان مبالغا فيه ومشكوكا في أمره، فمرده إلى هيئات مستقلة!
المشكلة – باعتقادي – تكمن حاليا في كيفية تصفية جيوب المتطرفين في حركة الحوثيين..
هما جناحان، جناح متطرف عقائديا وموال لإيران، وفعلا ينظر إلى الولايات المتحدة كعدو وربما يستهدفها ومصالحها مستقبلا، وجناح " مصلحي" وفاسد، ينظر إلى الانقلاب كمغنم ومكسب، ويعتقد أمرين، الأول أن سيل تدفق الأموال إليه سوف يتوقف، والأخر يخاف من الحساب، بعد أن تستقر الأمور.. وهنا سيناريوهات كثيرة لمثل هاذين النوعين، فقد يتحولون إلى جماعات وميليشيات متعددة ومتنوعة!، إذن، فالضمانة مطلوبة قبل كل شيء...!
أما الأخ صالح، فالسيناريو لديه أسوأ بكثير، فهو أكثر حذرا من الحوثيين، ولا أخفيكم انه يطبخ لهم طبخة جامدة!، وهم في المقابل لا يأمنون جانبه...!
هذا هو التدخل الأميركي المباشر والأول للولايات المتحدة فيما يتعلق بالوضع في اليمن، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه...!
شخصيا، اعتقد أن هناك سيناريوهات أكثر تعقيدا مما يظنه البعض!