باسم الحكيمي
احدثت سياسة اوباما اسبابا كافية لاعتلال الثقة بين الخليج واميركا وبالأخص مع المملكة وزاد اتفاق الغرب مع ايران ( الاتفاق النوري ) من حجم الشكوك الخليجية بعد تعهدت أميركا بموجب الاتفاق بما يشبه الرعاية والحماية والحفاظ ع مصالح ايران في المنطقة وإخضاع الدول العربية لطهران باعتبارها قوة إقليمية
الاستراتيجية الأميركية فضلت ايران على حلفائها العرب.
وكان ذلك بمثابة طعنة في الظهر من حليف لطالما تعهد بانه شريك استراتيجي ع الاقل للخليج.
السعودية اتخذت خطوات للخروج من دائرة النفوذ الأميركي لكن يلزمها الكثير للتخلص من اعباء الرضوخ للمصالح الأميركية وهذا ما لن تقبل به الادارة الأميركية.
سيحاول اوباما ومن سياتي بعده اعادة المملكة الى موقعها السابق باي طريقة.
لكن المعتقد ان التحول في الموقف والارادة السعودية استراتيجي وليس تكتيكي بمعنى ان حكومة الملك سلمان لديها خط سياسي جديد يعمل ع التحرر من الهيمنة الأميركية ويسعى لاستقلال القرار السعودي واظهار المملكة قوة إقليمية لها تحالفات دولية تكرس مصالحها بالطريقة التي تراها لا ما تراه أميركا.
تبدو فرص نجاح ادارة اوباما في تركيع الرياض قليلة استنادا الى رصيد الثقة قد نفد تقريبا ولا أظنها تحمل تطمينات مقنعة للخليجيين فهل ستلجأ للتهديد المباشر وهل تملك فرصة لتوجيه مثل هذا التهديد. وفي اعتقادي رياض اليوم ليست كما الامس الملك سلمان واضح ان تجرد او خلع عن النظام السعودي سياسة غلق الأبواب والاعتماد ع الوكيل الأميركي لحماية مصالح المملكة وامتلك إرادة التحرك المنفرد
لكن لا يعني هذا ان السعودية تحررت تماما من النفوذ الأميركي وان كانت لديها خيارات للضغط ع الادارة الأميركية بما في ذلك الورقة الاقتصادية. لكن الحذر من تكرار سيناريو مصير الملك فيصل غير مستبعدة وقد يسعى الأميركييون الى التخلص من هذا الملك الذي أزعجهم وأربك مخططاتهم.
ورغم ذلك اعتقد ان الموقف السعودي الجديد يكشف عن تغيير في الاستراتجية بمعنى ان اي ادارة ملكية جديدة ستحافظ ( في المدى المنظور ) ع التوجه ذاته للحفاظ ع مصالح بلدها ولا يمكن ان تنسحب في منتصف الطريق ولا يتوقع ان تنكفىء وتعود الى مربع الانعزال خاضعة لنفوذ إيراني يتهدد وجودها.
سقف التوقعات مرتفعة جدا في تغيير جذري في سياسة المنطقة بقيادة السعودية وما يقلق فقط تآمر من بعض دول المنطقة لإحباط هذا التغيير.