موسى المقطري ..
عامان مرت واليمنيون يقارعون مشروع الإماميين الجدد الواضعين أكفهم الملوثة بدماء اليمنيين في كف الحقد الأسود الساعية للانتقام من اليمن واليمنيين .
في سبتمر 1962م أنهى اليمنيون عقود الظلم والجبروت الأمامي ، لكن لصوص الثورات تسللوا من جديد الى مفاصل الجمهورية الفتية ، وحاولوا الانحراف بها عن الأهداف التي وضعها الثوار الأحرار ، وعاماً بعد عام بدأت ملامح الإنحراف تبدو في ممارسات نظام صالح بالاتجاه لتوريث الحكم الجمهوري ، فانتفض اليمنيون في فبراير 2011م ليسقطوا مشروع الهيمنة والتوريث ، وانتهت الأحداث بخروجه من الرئاسه ليتجه اليمنيون مجتمعين إلى صناعة اليمن الجديد ، لكن لصوص الثورات عادوا للظهور من جديد ليتحالفوا مع النظام البائد المتمثل بصالح ومن يواليه من مسؤليه وحرسه وجيشه العائلي .
نفس السيناريوا الذي حدث مع ثورة 1962م يتكرر مع ثورة 2011م ، مع فارق أن الشعب اليوم اكثر وعياً وفهماً لمخططات قوى الرجعية التي تلبس ثوب الجمهورية ، فهب الشعب لمقاومة لصوص ثورته الأولى والثانية ، وبدأ التفكير في بناء جيش يخضع للوطن والشعب ، وليس للحاكم مهما كان اسمه وانتمائه وعرقه .
لقد كانت انتفاشة 21سبتمر نكبة وطن بحق فبها حاول الاماميون العودة ووأد مشروع الجمهورية ، وحاول النظام السابق التعافي من سقوطه والعودة من جديد للتحكم بمصير بلد وحرية شعب ، وتبعت هذه النكبة أثار اجتماعية واقتصادية وسياسية سنحتاج لسنوات عديدة حتى نتعافى من أثارها .
سنحتاج لعقود لمعالجة ما أحدثته نكبة 21سبتمبر من شرخ اجتماعي ، وثمثل هذا الشرخ في إعادة تقسيم الشعب وتصنيفه وفق معايير ما انزل الله بها من سلطان ، وهذا الشرخ لن يلتئم بالبساطة التي نتوقع ، بالإضافة إلى وضع اقتصادي منهار بسبب ممارسات الانقلابيين في نهب المال العام وتوجيه الموارد للانتقام من الشعب الذي رفضهم ، وادخال البلد في أزمة اقتصادية أقل مضاهرها انهيار العملة الوطنية ، وانعدام مصادر الرزق لطبقات الشعب المختلفة ، واختفاء خدمات الدولة من ماء وكهرباء ونظافة .. الخ .
عامان مرت منذ نكبة الوطن عبر انتفاشة الحوثي وعفاش المشؤمة ومحاولة العودة بالتاريخ للوراء عبر قطعان من البشر لم يعرفوا من العالم الا اطراف الكهف الذي يختبي به سيئهم ، وقطعان أخرى يديرهم رجل البدرومات اجتمعوا ليبيدو حلم اليمنيين بيمن جديد تسوده العدل والمساواة والحرية .
خلال عامين استطاع اليمنيون تنظيم أنفسهم في صف مواجهة الانقلاب ، وإعادة ترتيب صفوفهم تحت ظل الشرعية ، والاتجاه لبناء جيش قوي يتجاوز الجيش الهش الذي بناه النظام السابق وسخره لخدمة مشروعه التوريثي المشبوه ، وتوج خدماته بتسخيره لخدمة مليشيا تسعى لاعادة انتاج الإمامة في أسماء جديدة ووجوه محسنة .
عامان هما عمر انتفاشة تتلاشى يوما بعد يوم ، وعامان كذلك عمر مشروع مقاومة تحولت إلى جيش وطني ورئاسة وحكومة شرعية تعمل في ظروف معقدة لكنها تحقق تقدما ملحوظا وخاصة في إطار بناء الجيش وتدريبه وتأهيله وهو لعمري الضامن الحقيقي لدولة النظام والقانون التي تتسع للجميع وتضم الكل .
سنحتاج لاستكمال تجاوز هده النكبة الى مزيد من التلاحم الشعبي حول قيادتنا الشرعية ومزيدا من الجهود من قبل مؤسسات الشرعية للتواجد على الأرض على الاقل في المناذق المحررة واعادة بناء البلد مؤسساتاً وجيشاً على اسس وطنية خالصة ، كما نحتاج للمزيد من الاهتمام بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية وجهد اكبر لمعالجة ملفي الجرحى والشهداء .
سيكتب التاريخ عن شعب قاوم نكبة وطنه حين تخلى أغلب الجيش عن واجبه في حماية منجزات الجمهورية ، وسنحكي للأبناء قصص التضحية من قبل شعب اعزل واجه ترسانة من الاسلحة سُخرت لخدمة الانقلابيين وبنى من الصفر مع حكومته الشرعية جيشاً يسمع ويصيع للوطن لاسواه .
21سبتمبر_نكبة_وطن