موسى المقطري
وصل بهم الحقد ان يرسلوا صواريخهم على أقدس بقعة في الارض ناسين او متناسين أنهم يحاربون الله ورسوله والمؤمنين ، قتلوا وشردوا ونهبوا ثم أذونا في الارض التي نحبها وتحبنا .
في مكة مهوى الأفئدة ومع مشاعر الحب والروحانية التي تغمرك تنسى من أي جهات الارض أنت ، وفي صورة مذهلة يجتمع المسلمون من كل الأعراق والجنسيات في مشهد يغمره الإجلال وتقف امامه العقول تفتك بها الحيرة .
مع كل هذه القدسية وهذا الحب والإجلال لهذه البقعة المباركة ثمة من يريد إنزال الأذى فيها ، وفي اهلها الرابضون في وادٍ كان غير ذي زرع فاصبح بفضل دعاء أبو الأنبياء مهوى الافئدة ، ومجمع الخير ، ومنبت النور ، وببركة الدعاء وجدنا حكومة وشعباً يبذلون الجهد والوقت والمال للحماية والادارة .
كيف يستطيع تجار الموت وخريجي الكهوف ان يقنعوا ابسط البسطاء أن حربهم مبررة ، وان سلاحهم للدفاع في حين يرسلون صواريخهم الى مجمع الحب ، ومنبت الوحي ، وارض السلام ، ويطعنون ضمير الأمة الجمعي في موقع القلب منه .
كيف بإمكاننا أن نصدقهم حين يتحدثون عن السلام وبنفس الوقت يشعلون حربا موجهة نحو مقدساتنا ، وكيف لعقولنا أن تؤمن ان لديهم استعداد للتعايش وليس لديهم أدنى إستعداد لاحترام قبلتنا ، وكيف لأمة ان تعيش أمنة وهناك من يتربص بأقدس البقاع ، واشرف المقدسات .
ليس من مبرر إطلاقا لإلحاق أقل الأذى بالأرض المباركة ، ولايُقْدِم على هذا التصرف إلا قومٌ غلبت عليهم الشِقوة ، واردت بهم افعالهم لارذل الارذلين ، وستظل نتائج شقوتهم تطاردهم على هيئة غضب من الله ، وغضب من الناس ، وغضب من كل ذرة تراب تسبح الله، وتجل وتقدر مقدساته .
نبشركم بما يسؤوكم ايها الكهفيون ، فإن من يحمل حقدا على مقدسات هذه الأمة لن يناله إلا الخزي والعار ، وضربات الغيورين الموجعة ، ولن يكون التوفيق حليفكم ما دمتم في مربع الحقد علينا كبشر من حقنا العيش بسلام ، وعلى أراضينا المقدسة التي نكنُّ لها كل الإجلال ، فالرسالة التي اطلت منها جليلة عظيمة .
مكة يا أطهر الأرض ، أرواحنا بك معلقة ، ولمن أراد بك شراً معادية ، والأيدي التي أرادت النيل من قدسيتك ، وإلحاق الأذى بمن سعدوا بالاقامة على ارضك ملوثة .
لك العز يا اطهر البقاع ، ولمريدوا أذاك الذل والعار ، وعلى محبيك من جميع بقاع الارض السلام .
دمتم سالمين .