شعر : موسى المقطري
كتب صديقي الشاعر الدكتور عبد الرحيم قحطان قصيدة عن معاناته ومعاناة اليمنيين من تاخير الراتب لشهرين عنوانها "وضاع معاشي" فتذكرتُ مأساتي من انعدام راتبي لعام ونصف وكتبت هذه الابيات…
رويدكَ ياعبد الرحيم وشعره
فقد ايقضتْ منك القوافي مصائبي
وكنتُ صَمُوتَا غير أني وجدتُ في
قوافيك نفسي ، فاستدارت عقاربي
وساعة اوفيتَ الحديثَ ذكرتني
وجَوراً بلا إذنٍ خرقتَ مراكبي
صديقي ، لنا من قسوة ِالدهرِ حصةٌ
وحصةُ أقراني أُذيبتْ بقالبي
وزادتْ معاناتي بزوجِ نوائحٍ
يخذنْ تلابيبي ويعصفن جانبي
جعلنْ تدابيري لهُنَّ مَشاغلاً
وأنساني "المصروف" ذكر الكواعب
وثالثةٌ لم يرضها الحال مطلقاً
فاقبلت الأعذارُ من كل جانبِ
فعاثت بما في عهدنا من جمائلٍ
وصارتْ ليالينا كسودِ الخرائبِ
(سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها)
خليلٌ يراعي فُقَدنا للرواتبِ
وسبعةٌ أولادِ زلالٌ حديثُهم
ولكنْ لهم في الفعلِ كُثر المطالبِ
وثامنةٌ انثى تضاحكني ضُحىً
تدسُ برفقٍ كفَها الغضّ جانبي
تطالبني "مصروفها" غير أنني
أحاول أنسيها بـ"صلَي على النبي"
ولي صاحبٌ إن مسَّهُ الخطبُ لاذ بي
وتوصيفُه : ظلي ، وعيني ، وحاجبي
فــلاذ ، فامسينا نعدُّ كَواكباً
وحين طلوع الفجرِ غابت كواكبي
وقال سميري : قم بنا نبغي رزقنا
فقلت : لعلِّي ، ياصديقي وصاحبي
وذاتَ صباحٍ كدت أمضي مسافراً
تذكرت القابي بـ "أرضِ العجائبِ"
تذكرتُ أني حيثما سرتُ ، عائداً
ففي لحج "دحباشي" وفي صنعا "ناصبي"
فصرت حبيس الدارِ ، والدارُ ضاق بي
ولا مهنة لي غير نتف شواربي
30 اكتوبر 2016م
----------------
دحباشي : لفظ مناطقي يستخدمه بعض سكان محافظات الجنوب اليمني .
ناصبي : مصطلح يطلقه غلاة الشيعة ومنهم حوثيوا اليمن على مخالفيهم في المذهب .