الرويشان وصناعة الكلمة المشبوهة

2016/11/04 الساعة 09:09 مساءً
موسى المقطري قد تجدون حديثي عن الأستاذ خالد الرويشان فيه صدمة غير متوقعة ، أو صوتا تعدونه نشازا ، لكني أوكد لكم أن حبال السياسة ملتوية ومتشابكة ، والممكنات في السياسة كثيرة ، ولا مستحيل فيها إطلاقا . وللتأكيد فلستُ ناقماً على الرجل ، ولم يسبق أن التقيتُ به أو تعاملت معه ، و ما عرفت عنه الا كونه وزيرا لفترة في إحدى حكومات صالح . على صعيد القدرة على توصيل الفكرة وصياغة النص فالرويشان كاتب لا يبارى ، وله قدرة لا يستهان بها على ايصال رسائل سياسية غير مباشرة في قالب سهل شكلاً معقد معنىً ودلالات ومآلات . الرويشان ظل ناقدا لاذعاً للحوثيين كسلطة وجماعة ، هذا ما لا يختلف عليه اثنان ، لكن هل وجدتم حرفاً ينقد فيه الرويشان صالح وجناحه وافعاله ؟ اغيثوني به إن وجدتم .. لاتخلوا كتابات الرويشان بين وقت وأخر من الطعن في التحالف والشرعية والرئيس الشرعي بشكل مباشر او غير مباشر ، فيما لم نسمع منه أي نقد لدور صالح في تحول الجيش والحرس الى مليشيا تأتمر بأمر معتوه مختبي في كهوف مران . أليس صالح هو حليف رسمي ومعلن للحوثيين وشريك أساسي في كل خطوة انقلابية ، وعليه من وزر ما حل بالبلد كما عليهم إن لم يكن أكثر . هل يعقل أن مثقفا كخالد الرويشان لا يدرك هذه البديهة ؟ لا بالطبع ، لكن وراء الأكمة ما ورائها بالتأكيد .. يعيش خالد الرويشان في صنعاء أمناً مطمئناً لا يخيفه حجز هبرة ، ولا قضبان المركزي ، ولا أقسام صنعاء الأخرى التي تبتلع كل من تشك ان لديه نية لنقد الحوثيين من أي حزب كان وإلى أي قبيلة ينتمي ، فما بالك بالرجل الذي مرغ بهم –دون حليفهم– التراب . ماسر الأمن والأمان الذي ينعم به الرجل ؟ من سيرد على ذلك متعللاً بأن الرجل لديه قبيلة سيكون رده مضحكاً فماعاد أاي قبيلة في تصرف الحوثيين وزن ولا ميزان . ما أملكه من تفسير للأمر ان الأستاذ خالد الرويشان يمارس دور سياسي لحساب صالح ، وليس ذلك مستبعد على رجل كان وزيراً ، وهذا يعني بالمطلق أنه يتواجد في دوائر العمل السياسي ولعب الادوار المقنعة . مثله مثل البخيتي والخوذاني وبعض قيادات الجيش، وكثير من المتدثرين تحت العمل الحقوقي ، ومدعيي الحياد من الناشطين والاعلاميين . الرويشان وغيره سيتم تقديمهم في مرحلة قادمة كمحايدين ، وسيتم إسناد مسؤليات هامة إليهم ، وسيكونون أداة صالح للتحكم في قرارات المرحلة القادمة ، ولنتذكر جيداً الدور الذي لعبه وزير الدفاع السابق محمد ناصر احمد الذي بدا ظاهر كيد عبدربه اليمنى ، لكنه في الواقع وضع كفيه كلاهما تحت تصرف صالح ، لنصل الى الوضع الذي نحن فيه . ليقل الرويشان ما يشاء لكن من يصمت على جرائم صالح في حق الوطن أرضاً وأنساناً يجب ان نضع عليه علامات استفهام كثيرة ، ولنكن في حذر مما وراء الأكمة . دمتم سالمين .