كتب / كوثر عبدالحميد الضالعي
في مثل هذا الوقت العصيب الذي نحن فيه بحاجة لتكاتف كل القوى في الداخل والخارج، للتخلص من المشروع الإيراني في المنطقة، والحفاظ على الجمهورية بالتخلص من الإماميين، والنأي بوطننا عن صراعات الدول، وتجنيبه الغرق في مستنقع لاعبين جدد، يحاول العديد من عملاء إيران، النيل منه، بإثارة الشائعات من وقت لآخر، والتشكيك بمصداقية بعض الخطوات التي تقوم بها الشرعية، لاستكمال السيطرة على باقي المحافظات، وتعزيز حضورها في المناطق المحررة.
"فتحي بن لرزق" هو أحد تلك النماذج التي تتلون، سعيا وراء مكاسب شخصية، وتنفيذا لأجندة دول خارجية، فها هو اليوم ينال من أحد نجاحات الدبلوماسية في اليمن، المتمثلة بتوجهها نحو مواصلة العمل الدبلوماسي من داخل البلاد، وكانت دولة الصومال السباقة، التي قامت بإغلاق مكتب سفارتها في صنعاء، ونقله إلى العاصمة المؤقتة عدن، فأخذ يشكك في ذلك، دون أن يستند إلى أي دليل، ولتصدر بعد ذلك وثيقة رسمية تؤكد زيف ادعاءاته.
يستهتر بمتابعيه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، ونشر يوم أمس صورة لأحد أبناء دولة الصومال، برفقة اثنين من المصورين، وادعَّى أنهما سألا الصومالي الذي كان يودع المسافرين في ميناء الزيت، عن عمله، فقال لهم إنه القنصل الصومالي، ويكمل استخفافه بعقول متابعيه، بحديثه عن أن الصورة وصلت إلى وزير الخارجية اليمني، وقامت الوزارة عقبها( بالكذب كما يدعي بن لرزق)، ونشر خبر نقل السفارة الصومالية في وكالة الأنباء الرسميةّ!، وكأن العمل في مثل تلك الوزارة السيادية مجرد عبث كما يعتقد" بن لرزق"، والأدهى من ذلك كله، هو وجود عدد من متابعي صفحته قرأوا ما كتب، وتفاعلوا معه.
وما لا يعلمه المواطن البسيط الذي يستغل أمثال" بن لرزق" جهلهم بطرق تزييفهم للحقائق، أن نقل الدول سفاراتها من صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، إلى العاصمة المؤقتة عدن، هو خطوة مهمة لدعم الشرعية في البلاد، فذلك يعني توطيد تلك الدول لعلاقاتها باليمن، وقطع كل الصلات بالحوثيين، الذين يسعون للحصول على دعم دول أخرى، لإطالة عمر الصراع والانقلاب في البلد، حتى تحقيق كامل أهداف داعميهم الخارجيين.
لم يكن" بن لرزق" أحد أبناء محافظة أبين، إلا نموذجا لأعداء الوطن، الذين يستغلون مواقعهم الإخبارية، أو صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، لإثارة الأكاذيب والشائعات وتزييف الحقائق، بما يتلاءم وأهداف الانقلابيين، للنيل من الوطن.
وبدلا من أن يدعم الاستقرار في المحافظات المحررة، ويشجع الشعب على استكمال تحرير ما تبقى من محافظات، وتوعية الناس في محافظته، للخلاص من ثوب الإرهاب الذي يحاول الانقلابيون أن يلبسوه تلك المدينة الوديعة، ها هو يقوم بتقويض كل خطوة في سلم استعادة الدولة، ليخدم بذلك دولة إيران.
إن أمثال أولئك، هم من يوجهون أنظار الشعب، إلى قضايا فرعية يختلقونها، كلما رأوا الشرعية مقبلة على خطوة مهمة، من شأنها أن تدعم استقرار البلاد الدائم، ووعي الشعب الذي لا ينساق وراء أي أكاذيب، هو الكفيل بالمضي في طريق استعادة كامل الدولة.
ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها" بن لرزق" مثل هذه القضايا، وهو ما دفعني للكتابة عنه، فلقد اعتاد هو وأمثاله على ضرب الشرعية كلما وقفت، لتتضح معها نواياهم، وتؤكد على أنهم إنما يخدمون أجندة أعداء الجمهورية.
لسنا بحاجة لأن نقول ما الذي يريده أمثال بن" لزرق"، فهو انفصالي مع المخلوع صالح، وصار مقربا من المحور الإيراني، لكن ذلك لم يمنعه أيضا من محاولة التقرب من الشرعية، لتحقيق أهدافه، وكل ذلك يعني فقط أنه" ضد اليمن ويسعى للنيل منها مع الانقلابيين".