الإجراءات المهمة التي اتخذها الاخ الرئيس في الملف السياسي والاقتصادي والعسكري منذ فشل جهود السلام في دولة الكويت زلزلت انقلابيي الهضبة وهاهم اليوم يحاولون بكل مالديهم من حيل ان يوهموا المجتمع الدولي ان مشكلتهم فقط هي مع الرئيس هادي وانه اذا حلت مشكلة الرئاسة ( طبعا بتمكينهم منها ) سيحل الأمن والعدل والسلام في البلد ، والحقيقة ان خبرة اليمنيين مع هؤلاءالانقلابيين سواء الصغار منهم او الكبار ، انهم ومنذ معاركهم الاولى في صعدة ، يحاولون افتعال الخصومات مع كل مكونات الطيف اليمني من شخصيات اجتماعية واحزاب سياسية ومؤسسات دولة ، ولعلنا جميعا لاننسى بداياتهم الاولى باسم تدريس المناهج وجباية المال العام بدلا من مؤسسات الدولة ، انهم يوهمون من حولهم انهم ليسوا خصومهم وإنما خصمهم الرئيس من يحددونه هم هنا
اوهناك !! ويشرعون هم في الخصومة !!! وهكذا تم تجزيء المعارك حتى اشتعلت صعدة بكاملها !! ووصل السَّعير الى صنعاء وقاعها وتمدد ليضرب السواحل من ميدي الى عدن !!
أوهموا الجميع بمظلوميتهم وان مطالبهم غاية في البساطة ولا تضر أحدا ، فهم يريدون ان يدرسوا تعاليمهم الخاصة بولاية الفقيه !! ويريدون وزارة التربية والتعليم ان تمكنهم من المدارس (المبنى والمدرس والكتاب ) !! مالم فوزارة التربية والتعليم خصمهم وعدوهم !! وعلى بقية الشعب ان يتعاطف مع مظلوميتهم !! وعندما يكسبون الجولة يشرعون في البحث عن خصم آخر !! الا وهي الموارد كيف لهم ان يديروا العملية التعليمية والموارد ليست بايديهم وتحت تصرفهم !! فشرعوا بالجباية بدلا عن الدولة ، وهنا ناصبوا الأجهزة المالية الخصومة !! بدعوى ان هذه اموالهم ويجب ان يمكنوا منها !! ثم شرعوا في مسلسل الانقلاب داخل صعدة عبر التنظيمات العسكرية ومحاربة مؤسسات الدفاع والأمن !! ووصفوها بأقذع الاوصاف وهم يقتلون ابناءها ويستحلون دماءها !! وبعد بسط نفوذهم على بعض المديريات يمموا وجوههم نحو قيادة السلطة المحلية !! على اعتبار ان المحافظ يجب ان يكون منهم وان خصومتهم مع هذا المحافظ او ذاك !! وهكذا استمرت هذه الحيل حتى خاصموا اليمنيين فردا فردا ولم يسلم منهم احدا !!
وهكذا كانت خطوات انقلاب الهضبة !! حين يسلم مدير المدرسة بمعاقبة المعلم بتهمة انه اخطأ في حق الانقلابيين ، ثم يقوم مدير التربية بعد ذلك بتسليم المدرسة للانقلابيين لان خصمهم الجديد اليوم هو مدير المدرسة بذاته ولا احد سواه ، ثم على مدير عام التربية في المحافظة ان يسلمهم إدارة التربية في المديرية بل والمديريات لان خصومهم هم أولئك المدراء في المديريات وهكذا تم الانقلاب على مؤسسات الدولة مؤسسة بعد الاخرى حتى باتوا اليوم يستهدفون مؤسسة الرئاسة بل والرئيس هادي على وجه التحديد محاولين إقناع الوسطاء الإقليميين والدوليين ان هذا الرئيس هو خصمهم لا احد سواه وبإزاحته سينتهي انقلاب الهضبة ويعم السلام !!!
أتذكرون حيل الأسفلت وهم يطالبون بعدم اعتراضهم على الأسفلت وان من حقهم الخروج من صعدة الى خارجها !!!
ثم قرارهم ان يغزو عواصم المحافظات المحيطة بصعدة !! وواجهوا كل من يقف عائقا أمامهم انه ضدهم وخصمهم !!! ويحرمهم من السير على خط الأسفلت !! ففتحت لهم الطرقات ووصلوا بآلتهم العسكرية لمحاصرة المدينة بعد الاخرى وإسقاطها تباعا حتى أجهزوا على عاصمة البلد !!!
بعد ذلك ركبوا موجة الأمريكان وأعلنوا ان خصمهم هو الاٍرهاب وان عليهم مطاردة خصومهم الإرهابيين !!! وأخذوا يتجهون بكل ما سلبوه من أسلحة الى الحديدة وتعز وعدن !!! فالإرهابيون هناك يوجدون في الشوارع والأزقة في الاسواق وملتقيات الناس ، في محطات الكهرباء !! وآبار المياه !! في تفاصيل الحياة للمواطن المنهك البسيط !! فالإرهابيون هناك خصومهم !!! وعلى الجميع ان يسلم بذلك هكذا أراد الانقلابيون !! مالم فالجميع صار خصمهم !!! وعلى العالم ان يساعدهم في القضاء على هؤلاء الإرهابيين !!!! ولولا لطف الاقدار وتدارك الاشقاء في المنطقة والإسراع بعاصفة الحزم ضد هؤلاء الانقلابيين لكانت عواصم المنطقة تشتعل بأسرها .
ان نجاح الرئيس هادي في تلك اللحظات الحرجة من إقناع الاشقاء بضرورة مواجهة هذا السرطان الانقلابي هو الذي افشل مخططاتهم في استمرار صناعة واستهداف الخصوم ، ولولا ذلك لكنا نعيش اللحظة استهدافهم لخصوم جدد ، ولكان خصومهم اليوم ليس كما يقولون الرئيس هادي وقبله القوى السياسية هذه أوتلك ، وإنما قادة دول المنطقة ملوكا وأمراء وحكاما .
ان قدر الرئيس هادي اليوم انه يتحمل شرف هذه المهمة الوطنية في التصدي لهؤلاء الانقلابيين وانقاذ الوطن من شرورهم ونشر السلام في ربوع البلد ، وفي الحقيقة فانه قد اثبت شجاعة واستبسالا كبيرا في التصدي لهؤلاء الانقلابيين للدفاع عن البلد بل والإقليم بأسره ، وتمكن من التغلب بمهارة على كثير من حيلهم ومخططاتهم وإفشالها ، وظهر ضعفهم وإنهاكهم جليا واضحا في الجانب السياسي والعسكري والاقتصادي، ونتيجة لذلك ترى حقدهم اليوم وغيظهم من الاخ الرئيس ، لاسيما وان معالم النصر باتت اقرب ماتكون ، وما على الرئيس الا الاستمرار في المواجهة مع هؤلاء الانقلابيين في كل الميادين واستمرار حشد الطاقات والجهود الوطنية والإقليمية والدولية لفضحهم وإجهاض كل محاولاتهم للالتفاف على كل الإنجازات التي حققها شعبنا ، فهؤلاء خصوم الشعب والوطن قبل ان يكونوا خصوم الاخ الرئيس .
مهندس وحيد علي رشيد
٢٣ نوفمبر ٢٠١٦