شقيق زعيم الحوثيين المعين وزيراً للتربية والتعليم في ما يسمى "حكومة الإنقاذ"، يحيى الحوثي اجتمع بوكلاء وزارة التربية والتعليم، وأصدر توجيهاته لهم بوجوب سحب الكتب التي ألفها "عملاء ومرتزقة السعودية"، حسب قوله، من مدارس الجمهورية، وإتلاف ما هو موجود منها في "مطابع الكتاب المدرسي" التابعة للوزارة.
أحد الوكلاء الذين حضروا الاجتماع نبَّه يحيى الحوثي على ضرورة مراقبة المدارس الأهلية، لأنها حسب قوله مليئة بكتب "العملاء والمرتزقة".
الحوثيون يسعون لتغيير الهوية اليمنية باستهداف مناهج التربية والتعليم، وتغيير كتب "الدراسات الإسلامية"، ومناهج التاريخ المدرسي بشكل خاص.
هناك مقررات تجهزها الجماعة لتحل محل كتب الدراسات الإسلامية، والتاريخ في مدارس الجمهورية.
عرض على يحيى الحوثي أحد كتب "الدراسات الإسلامية"، وفيه رسم توضيحي لفتاة تصلي وهي "تضم" يديها، فقال الحوثي بأن هذا الكتاب يخدم "التوجهات الوهابية".
كتب مواد التاريخ – بدورها - كذلك يعدها الحوثيون مزورة، ولديهم مواد أخرى تعنى بدراسة تاريخ "الأئمة" في اليمن، لـ"تصحيح الأخطاء التي دخلت مناهج التاريخ حول الأئمة رضوان الله عليهم"، حسب مصدر حوثي.
ولتنفيذ هذه الخطة صدرت قرارات لتغيير مدراء العموم في محافظات الجمهورية، وفي ديوان عام الوزارة، وتعيين مقربين من الحوثي في هذه المناصب.
وقد شكل الحوثي لجنة لإعادة صياغة مناهج التربية الإسلامية والتاريخ في مدارس الجمهورية، وتم استبدال "النشيد الوطني"، وترديد "الصرخة" الحوثية مكانه في مدارس يسيطر عليها الحوثيون.
ما هو موقف المؤتمر الشعبي العام، شريك الحوثيين في وزارتهم، من هذه الخطوة الخطيرة التي تهدف إلى إيصال الشرخ المذهبي إلى المناهج الدراسية؟
المعلومات أن "المؤتمر" يعارض هذه الخطوة، ولكن ما مدى جدية هذه المعارضة، وما هي قدرته على وقف هذه الخطوات الخطيرة؟
هذه القضية لا يجب أن تخضع للمماحكات الحزبية، لأنها تخص مستقبل الأجيال التي نشأت في مدارسنا على مناهج الوسطية والاعتدال، دينياً، وعلى الولاء للجمهورية، ورفض الكهنوت على المستوى السياسي.
كفانا مماحكات، فلولاها لما دخل الحوثي صنعاء، ولا وصل إلى سواحل عدن.