الشيخ زايد واليمن

2017/01/10 الساعة 06:21 صباحاً

 

 

رحم الله الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهيان. 
هل تعلموا أن الحكيم زايد بن سلطان ومن قبره ساهم في إنقاذ اليمن يومنا هذا ؟
إليكم الحكاية...
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كانت اليمن في وضع إقتصادي ضعيف. كانت الأرض اليمنية طاردة للناس. كانت الهجرات والغربة حديث ومطلب الجميع. كانت مأرب صحراء جرداء، ولم تكن في إجندة أحد. ولأن الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان يعشق اليمن؛ سهل لكثير من اليمنيين بالعمل والتوطين والتمكين في الإمارات في بدايات نهضتها. لم يشغله بناء الإمارات عن التفكير في اليمن. 
 تنبه قبل أهلها؛ أن مأرب وصحراءها كنز اليمن ومستقبلها. قرر تمويل إعادة بناء سد مأرب التاريخي، وهو من أقدم السدود في العالم. أشرف بنفسه على البناء، بسعة إضعاف السد القديم.

وفي أواخر 1986م تم إفتتاح السد، لتبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومتر مربع، ويسع 400 مليون متر مكعب من الماء، ويروي حوالي 16000 هكتار من الأراضي.

وفي عام 2003م بدأ العمل في المرحلة الثانية من مشروع قنوات إعادة تأهيل سد مأرب بطول 69 كيلو متراً بتكلفة بلغت 23 مليون و910 آلاف دولار أمريكي بتمويل من صندوق أبو ظبي للتنمية.

ماذا قال الشيخ الحكيم؟
قال رأيت أن نساعد أخواننا اليمنيين على البقاء في أرضهم لزراعتها وفلاحتها وتعميرها، بتوفير المياة لتلك الأراضي الخصبة؛ ومنع الفيضانات من تشريد الناس وتجريف أراضيهم.

اليوم هاهي مأرب وبإمكانياتها وقفت سداً منيعاً في وجه الأطماع الإيرانية والمشروع الإمامي المتخلف. ببترولها وغازها وزراعتها وأهلها وأرضها، كانت السد والسند والملاذ الأمن والأرض الصلبة لإنطلاق معركة إستعادة اليمن. وهذا كله بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بنظرة وحكمة حكيم الجزيرة العربية الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله تعالى وأسكنه الجنة. إيران أرسلت لنا الصواريخ وأدوات الموت المختلفة والإمارات أرسلت لنا مقومات الحياة وأعمارها.

في عام 1994م كان للشيخ زايد رأي معارض لتثبيت الوحدة عسكرياً. وفعلاً كانت نظرته ورؤيته هي الأصح حسب قناعتي.

اليوم هاهم أبناء الشيخ زايد مواصلين المشوار. دفعوا برجالهم ومالهم وعتادهم لإنقاذ اليمن. اليوم هم معنا وبجوارنا وجنباً الى جنب نخوض معركة وجودية وقاطعة ضد مشاريع التخلف والعمالة الأجنبية.
 صواريخ إيران تقتل البشر وتدمر الحجر؛ والإمارات تضمد جراحنا وتعيد بناء مدننا؛ هذا هو المشهد اليوم في اليمن.  لم يكن الإماراتيين إلا أخوة لنا في السراء والضراء.

يزعجنا وجود سوء فهم بين الإمارات وقيادة حزب الإصلاح. نتمنى من أخواننا في قيادة الإمارات بالجلوس مع قيادات الإصلاح ومعالجة ذلك الملف، بعيداً عن الإعلام أو السذج من مسؤولينا السابقين، والذين وسّعوا الجراح وزادوا من الفرقة، ولا اقصد هنا السيد بحاح أو رياض ياسين فقط.
  كما نأمل من قيادة الإصلاح العمل على تبديد أية مخاوف لدى الأشقاء الإماراتيين من قِبلهم. ومن حق الإمارات إتخاذ ماتراه مناسباً لحماية أمنها القومي. إلا أنني على ثقة أن هناك تهويل لكثير من القضايا، وسيزول بالتقارب. ولانه وببساطة تظل خلافاتنا العربية العربية في خانة الهوامش ووجهات النظر. أما خلافنا مع إيران فهو في الأصول والأسس والمنطلقات والخطوط الأساسية والعريضة. ومن الحكمة أن نعبٌر بخلافاتنا ونديرها بطريقة تضمن وحدتنا وتوحدنا وحشد جهودنا جميعاً لمواجهة من يهدد وجودنا ومستقبل أبنائنا.

في ربيع 2014م كنت ضيفاً على معالي وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش. تناقشنا في كثير من القضايا بصورة شخصية. كان طرحه أن الإمارات ستكون إلى جوار الشعب اليمني في كل الظروف. ووقال سندعم اليمن تنموياً وسننسق مع الأشقاء في المملكة في مايصلح اليمن ويطورها. أندهشت من عمق معرفته بتفاصيل وتشعبات المشهد اليمني. 

وقوف الأشقاء الخليجيين مع اليمن في هذه الظروف الصعبة جميل لن ننساه. وسيأتي اليوم الذي ترد اليمن هذا الجميل لكل الاشقاء. فنحن نمثل العمق الإستراتيجي الأمن لكل المنطقة. تغول وفاشية ونازية جار السوء (إيران) يحتم علينا الوقوف معاً في صف واحد للدفاع لا العدوان. فالعدو الماكر لا يرحم. ومن تجرأ بالكذب على الله ورسوله لن يرحمنا.

دمتم بخير وأمن وأمان وسلم وسلام.

 

عبدالوهاب طواف - سفير سابق