من حقنا أن نعيش في وطننا بلا صراعات تمزق نسيجنا الاجتماعي وتقتل احلامنا البسيطة في العيش الكريم كبقية شعوب العالم بمواطنة متساوية تحت سقف الدولة المدنية التي يعلو صوت القانون فيها على كل صوت، على صوت الحزب، والقبيلة، والطائفة، والطبقة الاجتماعية.
طموحنا المشروع بدولة يحمي مكاسبها جيش وطني من الأساتذة والاكاديميين.
وطن ينتصر للعلماء والمهندسين والمفكرين، المسلحين بسلاح العلم والمعرفة وبراءات الاختراع والبحوث العلمية التي ترفع من شأن اليمن ومن مكانة اهلها في كافة المستويات.
نريد ان نردد صرخة اليمن الاولى، التي تميزنا بها عن باقي الامم، واختصنا بها خير الخليقة صلى الله عليه وسلم بقوله: "الإيمان يمان، والحكمة يمانية".
نطمح بوطن يكون التمايز فيه للعقل حيث قوة المنطق تفوق كل قوة سواها.
وطن يتخلى عن دعوات العنف والتمزق ونستلهم حكمة ملكة دولة سبأ بلقيس حين سألت قومها عن رسالة نبي الله سليمان، وأجابها قومها كما ورد في كتاب الله سبحانه:
"نحن أُولو قوة وأُلو باس شديد والامر إليك فانظري ماذا تأمرين"،
فلم تنجرف لمنطق القوة، بل انحازت سيدة اليمن الأولى لقوة العقل على قوة السلاح والعتاد، فآمنت بالله وبرسالة سليمان.
ولمشعلي الحروب وتجارها ومستثمريها نقول:
هل تفقهون قولا ؟ هل تجنحون للسلم الذي اتفقنا عليه قبل يوم الحادي والعشرين من سبتمبر المشؤوم بناءا على ما تضمنته وثيقة مخرجات الحوار الوطني لتعود طيور الوطن المهاجرة إلى عشها الكبير ،وليعود المفارق الملهوف إلى ارضه وبيته وأسرته وذويه، والموظف إلى عملة والطالب إلى مدرسته والعامل الى مصنعه والمزارع لحوله ؟
كل ذلك نتمناه جميعا ، لكن .. من يحول دون هذه الأمنية المشروعة لنا ؟
#غمدان_الشريف