*عبدالباسط القاعدي*
تنشط خلية الاغتيالات في المدن التي تقع تحت سيطرة الشرعية، فخلال نحو 10 ايّام اغتالت الخلية 6 أشخاص في تعز والمكلا ومأرب بينما فشلت محاولات أخرى.
معظم الذين تستهدفهم الخلية ينتمون للمؤسسة العسكرية والأمنية وهي عمليات تصفية دقيقة تنم عن عمل منظم واحترافي.
تستفيد خلية الاغتيالات من قاعدة المعلومات التي كانت تمتلكها الأجهزة الاستخباراتية التي كان يديرها عفاش وعائلته، كما تستفيد من قدرات وإمكانيات تلك الأجهزة أيضا.
هذه الخلية أو الشعبة ليست وليدة الأمس فعمرها يقارب عمر عفاش في السلطة وهو بعمر الاغتيالات السياسية التي أدارها الرجل منذ وطئت قدمه السلطة قبل نحو 40 عاما.
لا يتسم عفاش بالشجاعة على الإطلاق فهو رجل جبان وليس لديه القدرة على المواجهة المباشرة وكل الذين يعرفونه عن قرب يدركون ذلك جيدا.
يجيد عفاش الطعن من الخلف وكل من ادار له ظهره آمنا مكره دفنه حيا، فقد بلغ به الغدر مبلغه فتخلص من حلفائه ورجال قبيلته الذين رفعوه على أكتافهم وعلى رأسهم محمد اسماعيل وحامد فرح والقائمة تطول.
وتختزل الذاكرة السياسية تاريخ عفاش الدموي في الاغتيالات والتصفية لخصومه السياسيين حتى ان بعض هؤلاء لا يزال مصيرهم مجهول حتى اللحظة.
لا يتوقف الأمر بالنسبة لعفاش عند خصومته السياسية فالرجل متضخم بالحقد ولذا يذهب للتحريش بين القبائل وتمويل الأطراف المتصارعة وحتى أجهزة الدولة ذاتها حولها أدوات لإشباع رغبته في الانتقام والفتك بخصومة.
33 سنة في السلطة أدراها صالح بنشر الأحقاد والدسائس وبث العداوات معتمدا قاعدة فرق تسد، كان فهلوانيا بامتياز ومتذاكيا وطالما كرر عبارة الرقص على رؤوس الثعابين التي ستبتلعه لاحقا.
تنشط خلية الاغتيالات كلما شعر عفاش بالضعف والانهزام، ويلجأ لإطلاق قتلته المستأجرين حين يجد نفسه غير قادر على المواجهة.
يعيش الرجل بعدة أوجه متلون كالحرباء، يمارس الشيء ونقيضه فتجده معزيا في استشهاد البطل حميد القشيبي فِي ذات الوقت الذي تكون يده ملطخة بدمائه.
تخفت حدة الاغتيالات كلما قل منسوب الحقد والتوتر لدى عفاش والعكس صحيح، ولا مانع لديه من التضحية بأقرب الأقربين إليه ما دام ذلك سيشبع رغبته في الانتقام.
وبالقدر الذي فشل فيه عفاش في إدارة كافة ملفات الدولة أجاد اللعب في ملف الاغتيالات الذي يتقنه باحترافية واقتدار، إنه يجيد خلط الأوراق لكنه لا يجيد ترتيبها.
الفترة الانتقالية بعد الوحدة شاهدة على قتامة وسوداوية هذا الملف الذي ما إن يخفت حتى يعود أكثر بشاعة من ذي قبل.
تتفنن خلية الاغتيالات بطرق التخلص من خصوم صالح وتتطور الأساليب بمرور الوقت ومؤخرا ادخلت الخلية عملية تصوير مشاهد الاغتيال كما حدث مؤخرا بمحافظة عدن.
بعد ثورة فبراير المجيدة نشطت الخلية في أمانة العاصمة عبر الموتورات ونفذت عشرات الاغتيالات وأربكت المشهد وبعد انقلاب عفاش وحلفائه على السلطة واندلاع الحرب التي شنها الانقلابيون على المحافظات خفتت حدة الاغتيالات لتعود مرة اخرى في المحافظات المحررة والهدف ارباك المشهد مرة أخرى وإظهار الحكومة الشرعية فاشلة في إدارة تلك المحافظات.
والإجابة على السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا غابت الاغتيالات في صنعاء ومناطق سيطرة الانقلابيين وانتقلت للمحافظات المحررة؟ هو أن الطرف الذي كان يدير الاغتيالات في صنعاء أصبح حاكما لها..